أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

«تغربلنا!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-11-2016


لأنهم كانوا حمقى بشكل كافٍ فقد كانوا يضعون أضعف واحد في منتخب فريجهم حارساً للمرمى، ولأننا كنا على عكسهم فقد كان يكفي أن نغمز لـ«حسون سنافر» بأن يسقط نفسه في منطقة جزائهم ثم ينظر بتلك الطريقة إلى الحكم وهي الطريقة التي يسميها البعض «الأدب الإنجليزي»، أي إنها نظرة ظاهرها العتاب وباطنها يشي بأنه لن يعود إلى منزله سالماً إن لم يحتسب ضربة جزاء، ولأنني كنت صاحب الكرة فمن الطبيعي أن أقوم بالتسديد، كانوا يقولون لي حين تطيش ضربتي كما هي العادة: الله يغربلك ضيعتنا! ولكنني في ذلك اليوم الذي استقرت فيه كرتي بطريقة ما «في المقص»، لأنني قصدت أن أضربها في وجه حارسهم الضعيف فقد غيروا من دعوتهم لتصبح: الله يغربلك فنان!

تمر الأيام وتقف على بوابة المطار مودعاً أهلك وأصدقاءك رغبة منك في أن تكون أصواتهم هي زادك الأخير في رحلة الغربة التي ستستمر لسنوات، يحتضنك أحدهم بحب وهو يعتصر ما تبقى من روحك التي تركت الكثير منها هنا، ويقول: الله يغربلك بنشتاقلك!

«الله يغربلك وينك؟» هي أول كلمة تسمعها حين يفتقد أحدهم صوتك.

«الله يغربلك سويتها!» كانت بمثابة البديل عن «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير» في ليلة عرسك.

«الله يغربلك، ريال!» هي كل ما جاءك من ردود حين رزقت بأبنائك البكر.

«الله يغربلك كشيخ» هي بمثابة جملة للإعراب عن إعجاب المقابل بلبسك، أو لون شورتك الجديد، أو حلاقة اللحية والشنب بطريقة تواكب فيها موضة لم تعد تنتمي لجيلها.

وهكذا يعبر الجميع عن حبهم لك بدعوات بالغربلة، والغربلة كما هو واضح من لفظها هي أن يتم وضعك في «غربال» كالذي كان يستخدم في تنقية الحبوب وغيرها، ويتم خضك خضاً يزيل ما علق بك من شوائب، ولهذا فالدعاء في ظاهره محمود، ولكن المجتمع حوله على دعاء على من يطلق عليه، ألم أقل لكم بأنه «أدب إنجليزي».

ولهذا فلا تسألني عن سبب وجود كل تلك العراقيل في حياتك.

لا تسأل عن هذا العدد الغريب من المطبات في العمل والأسرة والفريق الذي تشجعه، وطبيعة الأحجار السبع التي تختارها في «الدومنه».

لا تسألني لماذا تبلغ فاتورة مخالفاتك المرورية في كل شهر ضعف فاتورة راتبك الوظيفي؟!

لا تسألني لماذا تسير الأمور كلها بشكل جيد إلى أن تصل للحظة التنوير فترى كل تلك الأمور وقد انهارت دفعة واحدة بلا سبب واضح؟! حتى في ما تقرأه من روايات؟! رواية بوليسية جميلة بنهاية مفتوحة مشوشة، إنك تتغربل يا صديقي! أنت رجل محفوف بدعوات التوفيق من مهدك إلى لحدك، فلا تستغرب إذا وصلت إحداها إلى أبواب السماء!