أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

«ميصحش كده..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 03-11-2016


كنت أتمتم بذلك اللحن وأنا أحاول أن أقوم بتركيبه على قصيدة أعجبتني، ولكنني لم أكن أتوقع أن يكون للعملية (تركيب لحن أغنية شعبية على قصيدة عمودية) كل ذلك التأثير في صاحبي، تغيّر لونه، وارتعدت فرائصه كما تقول العرب الذين لا يعرف نصفهم ما هي الفرائص أصلاً، وقام بوضع هاتفه النقال بعيداً على الكرسي الخلفي، وهي الحركة التي لا يقوم بها إلا حينما نتحدث في السياسة عميقاً.. أخبرني صاحبي بأن الشاعر الذي قال القصيدة معروف بمواقفه السياسية التي «لك عليها».. حقيقة لم أكن أعرف أولاً أن هذا الشاعر هو صاحب تلك القصيدة، فلا يمكننا من قراءة قصيدة ما تخيل شكل شاعرها، من الذي كان يمكن أن يقرأ: «فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كظاهر ثغرك المتبسم» ويتخيل أن قائلها كان يشبه الممثل الليبي الشهير علي قدارة..!! أخبرت صاحبي بأنني أدندن بقصيدة رومانسية ولا أنوي أن أناسب الشاعر ولا تهمني مواقفه السياسية السخيفة.. ولكنه لم يقتنع إلا بعد أن أخذ علي موثقاً من الله ألّا أخبر أحداً بأنني دندنت بتلك القصيدة في سيارته، أنزلني على الإشارة خارج الفريج بشكل سريع مشيعاً باللعنات والحلفان للمرة التي لا أعرف رقمها بأنني لن أركب معه مرة أخرى!

إذاً دعنا نقتنع بكلام صديقي، فنفرغ تراثنا الأدبي من القصائد التي كتبها زملاؤنا الشيوعيون أولاً، وهذا يشمل مظفر النواب وأحمد مطر ودرويش وغيرهم الكثير، ثم نحذف قصائد من خالفنا المذهب من قدماء مثل المتنبي وأبوفراس إلى المحدثين أمثال الجواهري ومن لف لفه، سألغي من قراءاتي روايات يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وعلي الطنطاوي ونجيب الكيلاني حتى وضوح الرؤية بالنسبة لهم، ومن باب أولى أن نشطب من جدول قراءاتنا من يخالفنا الرأي أو المشرب، فلن نقرأ لدستوفسكي وتولستوي وغوغل، خاصة أنه من الواضح تأرجحهم بين الإلحاد واليسارية المطلقة، ولكي نكون عادلين فسنقوم بشطب ما كتبه وليام شكسبير وقومه منذ بدء أنشطة الترجمة وحتى كتب دان براون الأخيرة، كلهم كفار.

بالطبع لن أتحدث عن الكتاب الصينيين سن اتزو، وشي نايان، وتساو تشين، وروائع يانغ رونغ، لأنهم أصلاً ليسوا أهل كتاب.. ولا ننسى بالطبع مقاطعة كتابات الخيام وأشعاره والمدعو جلال الدين الرومي، والأصفهاني، فعقيدتهم ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تحمل ختم الجودة، وكان لديهم شكوك كثيرة.

أما أن تفكر في القراءة لديفيد غروسمان، أو إيلي عمير، أو عاموس عوز، فأنت تستحق عندها أن ترجم دون الرجوع إلى أي جهة أدبية أو قليلة أدب، لأنك تتجرأ على أن تقرأ للعدو مباشرة.. ألا ترى بين حروف الرواية دماء أهلك؟!

هذا في الكتب فقط، ولا أريد أن أُسقط لك النظرية على كل شرائح الإبداع الإنساني من مسرح وسينما وفنون وغيرها.. إذا مزجت بين السياسة والأدب، فقد أفسدنا الأدب ولم نغير في السياسة، دعوا لنا هذه النافذة الإنسانية الوحيدة، لعلها تجمعنا بعيداً عن تعقيدات العالم خارجها.

ومن لم يعجبه ذلك فليدندن بحب البر والمزيون!! ما عليها غبار!