أحدث الأخبار
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد
  • 11:51 . برامج التقوية الصيفية.. دعم للتحصيل أم عبء على الطلبة؟... المزيد
  • 11:48 . أستراليا تتهم نتنياهو بإنكار معاناة سكان غزة... المزيد

أهمية السودان لعرب الخليج

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 30-11--0001

يجادلني الكثيرون حول أهمية السودان لدول الخليج العربي، لكنني مقتنع بهذه الأهمية، وسأستمر في رفع شعارها والمناداة بها، لأن السودان يقع في قلب العمق الاستراتيجي لدول الخليج العربية. هو الآن يمر بأزمة، لكن تلك الأزمة ستمر، ويعود السودان إلى محيطه العربي، شاء من شاء وأبى من أبى. السودان مهم لعرب الخليج لثلاثة أسباب رئيسة تندرج تحتها تفاصيل دقيقة ليس من الممكن الخوض فيها في هذا المقام، لكن المهم أنه أولاً، أن السودان بوابة عرب الخليج إلى إفريقيا، محاط بمجموعة من دولها، بالإضافة إلى البحر الأحمر وباب المندب، لذلك فالسودان يشكل جسراً استراتيجياً بين دول الخليج العربي وأفريقيا.

وعلى الرغم من أن هذا الموقع يزيد من قابلية السودان للاختراقات الخارجية، إلا أن موقعه الجغرافي جعله مفيداً لعرب الخليج لأغراض الانتشار الاقتصادي والثقافي في القارة السمراء. وفي هذه المرحلة، فإن الخيارات التي عليهم وعلى الإفريقيين تحديدها تتعلق بالتنمية الشاملة المستدامة، وبالتفريق المعياري بين السلم والاستقرار والفوضى والإرهاب والرفاهية والفقر، ويعتمد ذلك على طبيعة وكثافة تلك الأفكار، وعلى النفوذ. لذلك، فإن المداخل الصحيحة إلى ذلك الجسر الاستراتيجي أصبحت ضرورة. السودان كدولة عربية هو جسر الخليجيين إلى إفريقيا، يوصل إليها أفكارهم المستنيرة وفلسفتهم الاقتصادية الجديدة التي أثبتت جدارتها على المستوى العالمي، ويوصل الأساليب التي لديهم، ويمكنها أن تساعد دول أفريقيا على الخروج من العديد من الأزمات التي هم فيها حالياً، وتؤثر على اتخاذهم القرارات الصحيحة في صالح مستقبلهم، بما في ذلك السودانيون أنفسهم.


ثانياًَ: مقارنة بعمقه العربي حبا الله السودان بموارد طبيعية ضخمة تؤهله لكي يصبح مركزاً لنمط جديد من تقسيم العمل الدولي - الإقليمي، فقرابة 40 بالمائة من الأراضي الزراعية في العالم العربي وجواره الجغرافي توجد في السودان، على الرغم من أن أقل من 10 بالمائة من تلك الأراضي الزراعية التي تقدر بحوالي مائتي مليون فدان هي التي تزرع الآن. بسبب هذا المورد الاقتصادي العظيم، فإن لدى السودان القدرة الكاملة لكي يقدم مساهمات كبرى في الإنتاجية الاقتصادية العربية. والحقيقة أن القدرة الاقتصادية للسودان عظيمة إلى درجة أن الحماس والتفاؤل الإماراتي لتطويرها جاء مبكراً عندما قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارة السودان، وقدم له مشروعات رائدة، رأى البعض منها النور، وتم وأد الأخرى من قبل الساسة والفاسدين. والمهم في الأمر هو أن محدثكم طرح في أواخر سبعينيات القرن الماضي الفكرة القائلة بأن السودان يمكن أن ينهض اقتصادياً بسهولة لو أن مدخلات مالية قليلة ضخت في اقتصاده من قبل دولة الإمارات وغيرها من دول الخليج العربي، لكن تطور الأحداث اللاحقة وعبث السياسة أجهضا تلك الأفكار والتطلعات الحميدة.

ثالثاً: السودان يزيد أهمية يوماً بعد يوم ضمن الجهود الخليجية الهادفة إلى كبح جماح تطلعات الهيمنة الخارجية الجديدة على العالم العربي وخلق دول حليفة وشريكة لها ضمن جوارها الجغرافي. هذا التحالف يدور حول مركزية مصر من أجل احتواء الهيمنة الخارجية، وخطر التطرف الديني والإرهاب، وتحقيق الحياد الإقليمي. ومن الجدير بالذكر أن هذا يحدث في وقت يحاول فيه الآخرون التغلغل السياسي والمذهبي في السودان، وتعاني فيه مصر القلاقل الداخلية ومخاطر التطرف والإرهاب. لذلك فإن ضم السودان إلى إطار عمل أمن عربي تقوده مصر، وتشرف عليه السعودية والإمارات، من شأنه أن يقوي من صدقية دول الخليج العربي في معركتها الاستراتيجية ضد أعدائها الإقليميين وضد الإرهاب، ويعيد السودان إلى محيطه العربي ووضعه الطبيعي بين أشقائه العرب.