أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الهروب إلى المجهول!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-09-2016


أمسح بعيني العناوين البارزة في الصفحات الأولى للصحف اليومية، كل صباح، أفعل هذا بإصرار ودأب يشبه دأب نملة تدور في كل الاتجاهات بحثاً عن بقايا طعام أو بقايا رفاق نجوا من دهس قدم آدمية، أقول ربما في غفلة عنا ونحن نيام حدث شيء مختلف، جميل ومفرح، أوقف الحروب، أدار عجلات البناء، غيّر المعادلة، وأعاد ترتيب الفوضى العالقة في المنطقة حولنا، والتي تفرز مآسيها كل يوم بشكل لا يصدق ولا يحتمل!

مآسٍ تقتات من لحم وأحلام البسطاء، لذلك لا يجد هؤلاء مخرجاً سوى الهرب، فليس هناك أكثر يأساً من مواطن لا يرى في وطنه أماناً ولا عملاً ولا كرامة ولا مستقبلاً، فيهرب بعيداً، مع علمه بأن الموت يترصده في كل خطوة يخطوها.

هذا الذي سمّاه الشاعر (المستجير من الرمضاء بالنار) لقد رأيت هؤلاء المستجيرين بالموج والمجهول، عبر ذلك القارب ذي الحمولة العجائبية المهولة، فكيف أمكنهم أن يتكدسوا بهذا العدد في ذلك القارب؟ كيف تسللوا بهذا العدد وبصحبة أطفال؟ ولماذا خاطروا بأرواحهم؟ إنه اليأس وفقدان الأمل؟

ليس هناك أخطر من شخص ليس لديه ما يفقده، بعد أن فقد كل شيء، لذلك فهو أشبه بمن ينتحر في كل خطوة يخطوها، لأن الخيار الآخر لا وجود له، فهو بين خيارين كلاهما يشبه السير على حد السكين!

هذا هو حال الفرد في أوطان لا تمنح أبناءها الأمان والعدالة، والاعتزاز، والاكتفاء والسعادة، والحاضر والمستقبل، ذلك أن الوطن ليس علماً وتحية وحدوداً وجيوشاً وإشارات مرور وسجوناً، الوطن كرامة وعلاقة حب متكافئة وعلنية وذات استحقاقات كاملة من كلا الطرفين!

كيف يمكن لأوطان ترى أبناءها يغرقون في عرض البحر، ويمر نهار المسؤولين فيها مرور الكرام؟ كيف يبقى حاكم على كرسيه وأطفال بلده يلتقطون جثثاً على شواطئ الدنيا؟ كيف لا يهرب من الوطن شاب لا يرى وطنه سوى نفق طويل ومظلم ولا ضوء يلوح في نهايته؟ لقد رأيت هؤلاء الشباب في أكثر من بلد عربي يفتتحون نهاراتهم في الظهيرة، يعبون دخان الأراجيل في مقاه رخيصة طوال الوقت، ويطحنون الوقت برحى الكلام والأحلام التي نهاياتها غير مأمونة دائماً!