أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

براد مبيعرفش (...)

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 27-09-2016


بهذه الجملة أنهى صديقي النقاش حول قضية الأمة في الأسبوع الماضي والتي قتلها المحللون والفقهاء وأصحاب الحل والعقد بحثاً ودراسة، وتمحيصاً.. فضمن سلم الأولويات الاجتماعية كانت هذه القضية الأكثر إلحاحاً والتي يجب أن تعرف الجماهير حقيقة ما جرى فيها، وأدى بصاحبة الأيادي البيضاء أنجلينا جولي إلى أن تطلب الطلاق من الوسيم ذي الاثنين والخمسين عاماً براد بيت.

الجملة التي أعادتني إلى فيلم «محامي خلع» الذي تم إنتاجه في تلك الأيام التي كانت فيها العلاقات الزوجية العربية لا تتحدد بانتمائك الحزبي أو الفكري أو السياسي بل بقوى الانجذاب القبلية أو الغرائزية أو العائلية.. ثم حدث فجأة ذلك التغيير الاجتماعي الذي يجعل كل من «يعرف» يعتقد أنه ملك الدنيا، فهي العنصر الأهم في نجاح حياته العملية.. وكل فاشل فسبب فشله أنه «مبيعرفش»!

لا أعرف حقيقة سبب هذه العقدة لدينا كعرب خصوصاً، وسبب اهتمامنا المفرط بهذا الجانب من حياتنا.. تذهب إلى المطعم تطلب سلطة جرجير ووجبة مندي فيفتح الحوار ذاته.. الجرجير كويس للي مبيعرفوش.. ووجبة المندي يمكنها أن تجعلك تعرف مرتين.. ولكي تحرق السعرات الحرارية التي كونها محركك المعطوب بسبب غرشة البيبسي فعليك أن تعرف ثلاث مرات..

يراك أحدهم وأنت تمارس رياضة ما فلا يثني عليك لأنك ترغب في وداع عالمنا البغيض دون أن تحمل أمراضاً، ولا يهنئك لأنك أصبحت تستقطع من وقت الشيشة السلبي لحساب الرياضة، بل يضربك على كتفك ويخبرك بأن الرياضة هي السبيل الأمثل لحياة الذين «بيعرفوا» السعيدة.. وأن خير الذين «بيعرفوا» هم الرياضيون..

في ندوة تاريخية عُقدت لمناقشة أصول تكوّن أوطاننا ودولنا بشكلها الحديث، ينجرف الحديث إلى التفسير «المبيعرفشي» للتاريخ العربي، فتكتشف كم كنت جاهلاً! فحادثة كليوباترا وما تبعها من حروب بين أنطونيو واكتافيوس كانت بسبب أن أنطونيو بيعرف بينما الآخرون مبيعرفوش!! كما اكتشفت أن شجرة الدر وأزمات المماليك كانت بسبب تقديم من بيعرف على اللي مبيعرفش.. وكذلك تم في الندوة تفسير كل حدث تاريخي من سقوط سد مأرب وحتى اتفاقية سايكس بيكو ضمن هذا الإطار.. وهنا أقترح على المؤرخين البدء بكتابة موسوعة التاريخ المبيعرفشي للبشرية، وإعادة تدوين التاريخ من هذا المنظور مرة أخرى، فشعوبنا التي ترى أن هذه الأمور هي المحرك الأول والأخير لكل ما يحدث حولنا تحب أن تعرف حقيقة ما جرى، ولا تفسير آخر لدي من أن تأخذ حادثة أنجلينا وبراد كل هذه المساحات في وسائل إعلامنا التي لم يهمها كثيراً وصول عدد القتلى من الأطفال في حلب إلى ما يقرب المئة في الفترة الزمنية نفسها، إلا أن تعرف! سكران ضرب زوجته في طائرة خاصة.. هل يستحق الأمر فعلاً كل هذا الزخم الإعلامي؟!

يعود صاحبي لينهرني وهو يقول لي: عمره اثنان وخمسون وشكله هكذا.. كيف يمكنه الحفاظ على عضلاته إلا إذا كان مثل خيول السباق.. صدقني.. مبيعرفش!