أحدث الأخبار
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد

وحدة الأوطان خط أحمر مقدس

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 18-08-2016

ما هي قمة الأولويات في المشهد العربي الراهن؟ في اعتقادي أنها الرفض الكامل لأي حل، في أي قطر عربي مبتلى بصراعات داخلية، يؤدي إلى تقسيم ذلك القطر على أي أسس كانت، خصوصاً إذا كانت أسساً دينية أو مذهبية أو ثقافية، بل وحتى إن كانت أسساً سياسية.
هذا القول ينطبق، خاصة، على أقطار العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان. وهو بالطبع سينطبق أيضاً على كل قطر آخر مرشح لدخول نفس المحن والإحن التي تعيشها تلك الأقطار الخمسة.
لا يختلف اثنان في أن الأولويات الأخرى، من مثل الانتقال إلى الديمقراطية، أو رفع التمييز بين المواطنين بسبب الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس أو محاربة الفساد، هي الأخرى بالغة الأهمية. ولكن بشرط ألا يكون ثمن الوصول إليها تجزئة الأوطان.
كل تلك الأولويات ستتحقق إن عاجلاً أو آجلاً، فالشعوب العربية ستظل تناضل سنة بعد أخرى من أجل تحقيقها. وهي شعوب أثبت تاريخها، وحاضرها، أنها ذات مخزون هائل من الإرادة وبذل التضحيات الجسام، ولذا فإنها أولويات تستطيع الانتظار والتأجيل إذا فرضت الظروف ذلك.
أما أولوية وحدة الأوطان، فإنه لا يمكن التلاعب بها، أخذاً أو عطاء، قبولاً مؤقتاً أو حلاً لأية إشكالية. ففي أمة، هي في الأصل والأساس قد فرضت عليها التجزئة، فإن تجزئة المجزأ هي عبارة عن انتحار عبثي ودخول في تيه تاريخي مظلم مجهول العواقب، تجزئة المجزأ خط أحمر على المستويين الوطني والقومي، وهي إعلان حرب على الكينونة الوجودية للوطن العربي كله وللأمة العربية كلها. كل مكونات الأمة دون استثناء ستضار. في المدى المنظور لن يربح أحد.
من هنا فإن ما يجري في الأقطار العربية الخمسة يجب أن يحكمه ذلك الخط الأحمر. إن نجاح أية عملية جراحية بتصحيح أو شفاء سقم هذا القطر أو ذاك، سيكون ارتكاب جريمة قتل إن هو قاد إلى تجزئته، وبالتالي موته.
ولعل أوضح مثال على ما نؤكده هو قيام الدويلات الطائفية الممزقة للأوطان، وذلك على يد مختلف مسميات الجماعات الجهادية التكفيرية، التي تتبنى جميعها ثقافة التمييز ضد جماعة هذا الدين أو ذاك المذهب أو تلك الأيديولوجية السياسية. إنها هنا لا تبني وطناً وإنما تمزق وطناً وأمة.
إننا نذكر هذا المثال، لأن بعضاً من شعوبنا ينسى، في غمرة حماسه واعتقاده بأنه يناصر الدين على الكفر، أنه في الواقع يناصر قوى التجزئة المميتة للأوطان وللأمة.
وإذا كان الانتصار الجهادي الميليشياوي، الممارس لقيم دينية طائفية تمييزية متخلفة، وبالتالي الممارس لقيم ثقافية سياسية دموية جائرة بحق غير أتباعه، سيكون انتصاراً للتجزئة في نهاية المطاف، فإن الأمر ينطبق على شعارات وحلول المحاصصة. مفهوم المحاصصة، سواء على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية أو لغوية، ليس حلاً بديلاً عن حكم الاستبداد والفساد الذي يحكم بعض أرض العرب.
إنه هو الآخر حل يهيئ للوصول إلى تجزئة الأوطان بعد أن ينهك ويضعف الحياة السياسية فيها. لنتذكر أن قطراً عربياً مثل لبنان كاد يصبح عدة أقطار منذ بضعة عقود، وهو اليوم في شلل سياسي مرعب. في قلب ما كاد يحدث في الماضي، وما يحدث اليوم الإصرار على البقاء في دوامة المحاصصة التي مع مرور الوقت تجعل الحياة السياسية مياهاً راكدة آسنة غير قابلة للتغيير.
من هنا فإن الحديث عن المحاصصة في العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن، لن يكون إلا مقدمة لمثل تلك الحياة السياسية الآسنة البليدة، التي بدورها ستتحدث في البداية عن الكونفدرالية أو الفيدرالية، لتنتهي في النهاية إلى تقسيم.
ألا نأخذ درساً من التمدُد الصهيوني في واقع الشمال العراقي لنعرف مخاطر المحاصصة؟
لنكن صريحين وجريئين إلى أبعد الحدود. فإذا كان استبدال الأنظمة السياسية السابقة، والتي لا شك أنها مليئة بالأخطاء والخطايا، سيكون بالحلول التجزيئية للأوطان، فإن الخير في بقائها مؤقتاً في أوطان موحدة إلى حين نضج نضالات شعبية قادرة على تغييرها ضمن وحدة الأوطان، الوحدة التي يجب أن تبقى خطاً أحمر مقدساً غير قابل للمساومة.