أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

رمضان للصوم وأشياء كثيرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 08-06-2016


تقول لي صديقتي إن قراءة الكتب لا تتناسب مع شهر رمضان، قالت أيضاً إن القراءة الوحيدة المفيدة والمنطقية - من وجهة نظرها - هي قراءة القرآن، لم أسألها ما إذا كانت تمزح أم أنها جادة، فهناك أشخاص ومنهم أهلنا وأصدقاؤنا حين يناقشون معك أمراً ما، فإنهم لا يطرحونه بوصفه قابلاً للنقاش، ولا بطريقة توحي بقبول النقد أو حتى الرفض، يصرون على إشعارك بأن دورك في الحديث لا يتجاوز التسليم والموافقة، فإذا رفضت فأنت لا تفهم، هكذا ببساطة مطلقة!

بالنسبة لصديقتي، أخبرتها بأننا نتعامل مع تفاصيل حياتنا كما نفكر فيها، أي أننا إذا تعاملنا مع العمل مثلاً باستهتار ومزاجية، فهذا دليل على الطريقة التي نفكر وننظر فيها للعمل، لا شيء اسمه عمل في رمضان وعمل في غير رمضان، العمل قيمة ثابتة والقيمة الثابتة لا تزيد ولا تنقص، خصوصاً فيما يخص أخلاقياتها القيمة، لذلك نقف متعجبين لا نملك تفسيراً حيال بعض الأشخاص الذين يمارسون المثالية في رمضان، ويرتكبون كل ما يخطر ببالهم إذا انتهى، هذا التناقض هو الذي يحتاج إلى تفسير ودراسات معمقة، لأنه بات واحداً من السمات التي تميز مجتمعات بأكملها وليس مجرد جماعة أو عدة أشخاص!

لماذا لا تصح قراءة كتب غير القرآن في رمضان؟ سألت صديقتي، لم يكن لديها جواب مقنع، كلامها يذكر ببعض الفتاوى الغريبة التي لا تمت للمنطق بصلة، والمستندة إلى نوعية من الخطابات الإنشائية الوعظية التي تركز على قضية الحياة والموت، وأن رمضان موسم للأعمال الصالحة لتعويض ما فاتنا، قلت لها إنني لا أجد مبرراً لقبول فكرتها، فهي تفترض أنني كنت قبل رمضان أعيش بلا أعمال صالحة، أو أنها تفترض أن القراءة أساساً عمل لا قيمة له وغير صالح، أو أنها وهذا هو الأخطر تفترض وجود حالة الازدواجية التي تبيح للإنسان أن يكون صالحاً في رمضان وحراً فيما عداه!

علينا أن نؤكد قدسية الشهر الفضيل وفضائله التي نعلمها وتربينا علينا، لكن علينا ألا نفعل ذلك بطريقة خاطئة تجعله زمناً مضافاً خارجاً وطارئاً على الزمن، يهل علينا فنحاول أن نتصرف فيه كمسلمين حقيقيين قدر استطاعتنا، ثم إذا انتهى تحررنا من الصلاح، هذا التفكير هو ركيزة التناقض وأساسه.

كإنسان، أنت تحاول طوال الوقت أن ترتقي على شرطك الحيواني لتستحق إنسانيتك بالدين وبالخلق وبالعقل وبالمنطق والعلم والمعرفة والكتب، هذه كلها أدوات لتعرف طريق إنسانيتك فتمارسها في رمضان وفي كل الأيام، أما رمضان فشهر عبادة بلا شك، وهو أحد أهم مواسم العبادة التي تقترب فيها النفس من حقيقتها، فلنقرأ كما نفعل طوال العام، لا شيء في القراءة ضار، لأن القراءة واحدة من أدوات مضاعفة مساحات الإنسانية التي نحتاج إليها جميعنا.