أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

تجديد الشاشة العربية

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 08-06-2016


لو قُلتُ لك إن الصيام مُفيد للبدن، ولذلك أمرنا الله تعالى به، فستوافقني الرأي وتمضي، لكن، لو قلتُ لك - والمعلومات التالية صحيحة وليست مثالاً - إن مجلة العلم (Science Magazine)، وهي إحدى أهم الدوريات العلمية في العالم، أوْرَدَت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا، قالوا فيها إن صيام خمسة أيام في الشهر يُطيل العمر، ويقلل إصابة الإنسان بأمراض القلب. وقالوا أيضاً إن الصيام يُخفف من الأعراض التي تنتاب المصابين بالسرطان بعد مرحلة العلاج الكيميائي، كالإعياء والشعور بالضعف والهون. وفي تجربة على فئران المختبر، أعطوا المجموعة الأولى غذاءً يومياً، والمجموعة الثانية منعوها من الطعام فترة من اليوم، أي أنها صامت أياماً عدة في كل شهر، فاكتشفوا أن فئران المجموعة الثانية تخلصت من ٤٥٪ من الدهون الزائدة، ونزل مستوى السكر في الدم بنسبة 40٪، وهبط الإنسولين بنسبة 90٪، فعاشت أكثر من فئران المجموعة الأولى بثلاثة أشهر. وظلت ذاكرتها قوية، لأن منطقة «حصان البحر» المسؤولة عن الذكريات في الدماغ استطاعت أن تُنتِج خلايا عصبية جديدة. وبما أن تركيبة فئران المختبر تشبه كثيراً تركيبة جسم الإنسان، فإن هذه النتائج يمكن قياسها علينا. عرفتَ الآن لماذا أمرنا الله تعالى بالصوم؟

المعلومة الثانية ستدفعك إلى الاستمتاع بصيام رمضان، وستشجعك على صيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، لأنك ستدرك حقاً، وعلمياً، أن الصيام مفيد للبدن. هذا المثال يُلخص ما أريد قوله حول تجديد مُحتوى الشاشة العربية في رمضان، ففي أول يومين من الشهر شاهدتُ معظم البرامج - وليس المسلسلات - المُفترض أن أصحابها، مشكورين، أنتجوها لإفادة الناس في هذا الشهر الكريم، الذي أعتبره شهراً للتنمية الروحية والعقلية أيضاً، إلا أن معظم الطرح صار مُكرراً، وهناك من يُعيد الكلام والأفكار نفسها منذ تسعينات القرن الماضي، لا أقول هذا لأنني طرحتُ برنامجاً جديداً، «وما أُبَرِّئُ نفسي»، فلقد كنتُ أقدم برنامجاً لخمس سنوات، وحاولتُ تجديد الطرح في السنتين الأخيرتين، لكنني كنتُ أكرر نفسي أيضاً، ما دفعني إلى التوقف، وبدء مرحلة جديدة مع برنامج «لحظة»، الذي يركز على آخر ما توصل إليه البشر من اكتشافات علمية واختراعات تكنولوجية.

لدي يقينٌ تام بأننا نستطيع أن نُجدد طرحنا في كل المجالات، حتى في البرامج الدينية، إذا استطعنا أن ننظر إلى الحياة من منظار جديد، وهو منظار الواقع والتوقع. وفي فقه التوقّع، يحاول الفقيه أن يستشرف المستقبل من خلال مُقاربات - أي تحاليل - عقلية للنص المقدس ولمتغيرات الحياة، للخروج بأحكام تتناسب مع حال المسلمين، وهذا ما تحتاج إليه الشاشة العربية اليوم.
في رمضان يجتمع الناس حول التلفاز، أردنا ذلك أم أبينا، ولم يعد رمضان شهراً للبرامج الدينية فقط، وصارت البرامج اليوم تُنافس المسلسلات في مشاهداتها. ومَنْ أراد أن يثري العقول فعليه أن يُصارح نفسه ويقول: كفاني تكراراً. ثم يبحث ويُفكر في مشكلات العقل العربي، ماذا ينقصه؟ أين الخلل؟ وإلى أين تتجه مسيرة الحضارة الإنسانية؟ وهل ما يقدمه سيطرح شيئاً جديداً أو لا؟ لو استطاع كل منتج ومُعدٍّ ومخرج ومقدم برامج أن يجيب عن هذه الأسئلة، بِتَجَرُّد، فستتحول الشاشة العربية إلى أحد روافد التنمية البشرية، والنهضة الفكرية، التي نحتاج إليها بشدة في عالمنا اليوم.