أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

الحياة بلا كهرباء وأجهزة تكييف

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 20-04-2016


كثيراً ما يطرح هذا السؤال علينا من قبل الأخوة العرب والأجانب: كيف كان الناس يعيشون في الإمارات خلال شهور الحر اللاهبة في ظل انعدام الكهرباء وأجهزة التكييف؟ هؤلاء الناس لا يطرحون السؤال من باب الفضول الإنساني فقط رغبة منهم في اكتشاف السر الذي امتلكه الناس هنا في تلك الأزمنة بحيث كان بإمكانهم احتمال قسوة الطبيعة والحرمان، إنهم يطرحون سؤال الإعجاب قبل التعجب، الإعجاب بقدرة هؤلاء الناس على الاحتمال دون أي إشارة تذكر لمحاولة الهجرة والبحث عن ملاذات أكثر رحمة في الصيف وأكثر عطاء طوال العام خاصة أن الإمارات مفتوحة على البحر وأهلها معروفون بركوب البحر والسفر.

إن الأسئلة التي لطالما سألناها في طفولتنا لا تخرج عن هذه الأسئلة، لقد كنا نسأل أمهاتنا أيضاً كما نسأل الجدات، والنساء الطاعنات في السن: كيف كنتم تعيشون بدون كهرباء، كيف كنتم تعيشون بدون دورات مياه في المنازل؟ كيف كنتم تقضون الوقت بدون تلفزيونات؟ كيف كنتم تتنقلون بدون سيارات؟ ولا نتوقف إلا حين تتذمر النساء من الأسئلة، أو حين لا يملكن جواباً لأنهن لم يطرحن أسئلة مقارنات يوماً على أنفسهن وواقعهن، كن يعشن الحياة بمنطق القبول بالأمر الواقع، لأن الجميع يتشارك هذا الواقع بكل بساطة.

تتذكر أمي كيف وصل الماء عبر الأنابيب إلى بيوت الأهالي في دبي، وكيف كانوا يشترون الماء سابقاً من أشخاص كانوا ينقلونه بواسطة الحمير إلى الأحياء المختلفة، تتذكر أيضاً أن سبب الأسفار إلى المنطقة المعروفة برؤوس الجبال شرقاً عبر سفن كبيرة تمخر البحر الكبير كان ندرة الماء، فكانوا يغادرون إلى تلك المصايف ويبقون هناك لأكثر من ثلاثة أشهر، لقد كانوا على الدوام يجدون الطريقة المثلى للانتصار على الطبيعة القاسية، لكنهم لم يكونوا يتذمرون أبداً، وحتى اليوم لا يتحدث من بقي منهم على قيد الحياة عن تلك الأيام القاسية بسوء أو بجحود واستياء أبداً.

إن أجيال اليوم لا يشعرون بهذا الامتنان وتقدير النعم التي يتمتعون بها كما تشعر أمهاتنا وجداتنا ممن قاسين تلك الظروف، لذلك فإن تربية الأبناء بمنطق العطاء اللامحدود لا تساعدهم على تربية وتطوير حس المسؤولية أو الإحساس بالتقدير لواقع الرفاهية الذي يعيشون فيه، إن ذهنية الامتنان واحدة من الأمور المهمة في تربية وجدان وشخصية الإنسان، وإنه بسبب قسوة الظروف وعدم وجود كهرباء ومكيفات يشعر أهلنا بالتقدير لكل ما يقدم إليهم، ولكل النعم التي يتمتعون بها، لقد كانت القدرة على الصبر والاحتمال وعدم الشكوى واحدة من النعم التي تمتعوا بها في تلك الأزمنة، أزمنة الحر اللاهب وانعدام المكيفات.