أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

يسألونك عن السعادة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-02-2016


يسألونك عن السعادة، يقولون لك: هل أنت سعيد في حياتك؟ فيبدو لك السؤال سهلاً في البداية، ثم تكتشف أنه صعب جداً يشبه الورطة، فهذا السؤال حار فيه الفلاسفة والعلماء ورجال الدين.

لذلك فبمجرد أن تبدأ في الإجابة معتقداً أنك ستقول جملة أو جملتين، تجد نفسك تتحدث بلا نهاية، حتى تبدو الإجابة من نوع الحديث الذي بلا نهاية أو بلا توقف.

يختلط في إجابتك الشخصي بالعام، الدين بالسياسة، التاريخ بالواقع، الوظيفة بالدراسة، العائلة بمكان السكن، أنت بالآخرين؛ يختلط كل شيء بكل ما حولك وما تعرفه من آيات القرآن وأمثلة الرضا، وقوانين القناعة والأساطير وحكايات الناس والصالحين. كل ذلك لتقدم إجابة مقنعة، تقنع فيها نفسك أنك فعلاً تعرف معنى أن تكون سعيداً، ومن ثم تقنع الآخرين بعد ذلك بوجود هذه السعادة!

ليس سهلاً أن تكون سعيداً في هذه الأيام، ليس لأن أسباب السعادة غير متوفرة؛ ولكن لأن الإنسان لم يعد قنوعاً، كما لم يعد يقتنع بسهولة بما لديه. ثقافة الاستهلاك استشرت بين الناس حتى أصبحوا لا يعرفون سبباً للاقتناء والشراء سوى منطق الاقتناء للاقتناء، لمحاكاة غيرهم، لعلاج النزعات النفسية مثل الغيرة وعُقد النقص وتغطية الخلل في بعض جوانب ذواتهم وشخصياتهم.

بعض الناس يخفون عيوبهم بالمكياج، وبعضهم بعمليات التجميل، وبعضهم بالاستهلاك الشره الذي كلما أمعن الإنسان فيه ذهب بعيداً إلى درجة عدم القدرة على التوقف!

لقد أجريت دراسات كثيرة حول السعادة والإنسان السعيد، قامت بها جامعات عريقة مثل جامعة هارفارد مثلاً، أو مراكز بحثية رصينة؛ هذه الدراسات تدخل ضمن تصنيف معرفة وتتبع سلوك الإنسان المعاصر في المجتمعات الحديثة وتأثير ثقافة الاستهلاك والرفاه المادي على قيمه وعلاقاته الاجتماعية، وخاصة في مجتمعات التمدن والرفاهية القصوى كالولايات المتحدة ودول أوروبا.

وقد اتضح من خلال استطلاعات الرأي وإجابات المبحوثين أن الإنسان كلما ازداد رفاهية وتطوراً ازداد قلقه وتوترت حياته وضعفت علاقاته الاجتماعية، وأن المال وثورة التكنولوجيا وانفجار المعرفة لا تنعكس إيجاباً على قيم السعادة والرضا حتى وإن أثرت إيجابياً على أسلوب الحياة ومتوسط العمر، ومسَّت الصحة وغير ذلك! ولذلك تزداد الحروب وتكثر الصراعات والأمراض والقطيعة بين الناس!

السبب هو أن السعادة قيمة داخلية تنبعث من داخل الإنسان، ثم تتعزز بمجمل الأسباب الخارجية؛ الخارج عامل مهم جداً، لكنه عامل مساعد أو محفز لا يصنع السعادة، لكنه يساعد على وجودها. السعادة نصنعها نحن، بقناعاتنا وبمستوى الرضا، وبالزاوية التي ننظر منها لكل ما حولنا، وبالتقدير الذي نكنه لمحيطنا!