أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

«صديقي المسؤول..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-02-2016


اتصل بي في صباح ذلك اليوم، ليخبرني بأن لديه ثلاثاً وأربعين دقيقة وعشرين ثانية، يمكننا أن نلتقي خلالها في أحد المقاهي الواقعة في منتصف الطريق بين فعاليتين يجب عليه أن يكون حاضراً في كل منهما.. قبل أن أجيبه، وقبل أن أقوم بعمل جرد ذهني سريع لتوافر أو عدم توافر «كندورة المناسبات»، التي أرتديها كلما التقينا، قال لي: لديّ ثلاث وأربعون دقيقة وعشر ثوانٍ.. وافقته بالإيجاب قبل أن أسمع عبارة «عند الإشارة»، وأنا أعلم أن الإشارات لا تمارس سلطتها عليه.

حينما التقينا كان متنكراً بتلك الطريقة الشعبية.. يضع نظارة سوداء كبيرة، ويلف الغترة على كتفيه اتقاءً لبرد وهمي.. يجلس إلى الطاولة التي أجلس إليها، وهو يلتفت حوله خشية أن يتعرف إليه أحد، فيفسد مراجعٌ ما لقاءنا القصير بمجموعة شكاوى من صعوبات الحياة، أو تفسد مراهقةٌ ما لقاءنا بتوسلها اللحوح لالتقاط صورة معه.. أقول له مازحاً: إن علاقتنا شرعية تماماً، فلماذا كل هذه الإجراءات؟! لماذا تشعرني بأنني عشيقة تحت الطاولة؟! يتنهد بحسرة وعيناه تقولان الكثير مما لا يستطيع قوله.. كل ما يريده هو حياة عادية، لم يعد بإمكانه أن يعيشها.

بيننا اتفاق غير مكتوب أن لا أسأله عن تفاصيل عمله، لأنه يأتي هرباً منه، وأن لا يسألني عن تفاصيل حياتي، لأني آتي هرباً (منها).. نتحدث عن كل شيء أحمق آخر.. أضحك كثيراً.. ويضحك بتحفظ.. فللمسؤولية تبعات.. أرغب بشدة أن أعانقه، ولكنني أخشى أن يضع عناقي في خانة الآخرين، فأحجم عن ذلك، وأكتفي بأن أعانقه في قلبي.. بصمت.. يغادر صديقي بسبب اتصال طارئ في اللحظة التي أكتشف فيها عشرات الاتصالات التي لم أسمعها، لأن هاتفي صامت كذكرياتي.. لكنني لا أهتم.. فأهم اتصال لم أرد عليه كان من شركة تصر على أن صحونها مقاومة للصدأ..! صدأ الصحون لم يعد هو أكثر أنواع الصدأ التي نخشاها، ولكن من يملك الجرأة لإبلاغ صاحبة الصوت الجميل بهذه الحقيقة!

اعتدنا أن نحسد كل من يتم وضعه في موقع مسؤولية، دون أن نتخيل للحظات حياتنا في مكانهم.. أن تصحو قبل صياح الديك.. أن تحرص على أن تكون في وضعية الجاهز للتصوير في أي لحظة.. أن لا تعبر عن أحاسيسك التلقائية إلا بحساب ردات الفعل من كل الأطراف.. أن لا تستطيع ممارسة هواية بذيئة أمام الآخرين.. أن تترك صغارك في المنزل قبل موعد صحوهم، وتعود للمنزل بعد موعد عودتهم إلى النوم.. أن تحاط دوماً بمن لا تعرف مدى وصدق حبهم عن مدى وصدق حاجتهم! اعتدنا أن نحسد أي شيء، وإن كان ما يتمنى صاحبه إلقاءه علينا! .. كي يعيش مثلنا!

أتمتم في داخلي بالنيابة عن صديقي بيتاً قاله شاعر أحببته لكثرة ما كرهه أعداؤنا وأعداؤه:

إن يحسدوني على موتي فوا أسفاً..

حتى على الموت لا أنجو من الحسد!