أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

محاولات محاصرة تركيا

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 31-01-2016


تصاعد قوة تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا في عهد حزب العدالة والتنمية، وتوسع نفوذها في أكثر من اتجاه، وانفتاحها على العالم العربي، ووقوفها إلى جانب مطالب الشعوب الثائرة من أجل الحصول على حريتها وكرامتها، ودعمها لقضية الشعب الفلسطيني عموما وسكان غزة المحاصرين على وجه الخصوص، كل هذه العوامل وغيرها جعلت قوى دولية وإقليمية تتخوف من «تركيا الجديدة» التي كسرت معظم القيود المفروضة عليها لعرقلة تحركاتها. وهذا الخوف والتوجس من وريث الإمبراطورية العثمانية دفع تلك القوى إلى التفكير في محاصرة تركيا من جميع الجوانب لكي تنشغل فقط بمشاكلها الداخلية ولا تلتفت إلى القضايا الإقليمية والدولية.
تركيا في العهد الجديد الذي دشنه حزب العدالة والتنمية وقاده منذ منتصف نوفمبر 2002، تبنت سياسة «تصفير المشاكل مع الجيران»، وهذه السياسة التي يحتاج نجاحها إلى رغبة جميع الأطراف المعنية في حسن الجوار اصطدمت بثورات الربيع العربي التي أدت أيضا إلى تأجيج الصراعات الإقليمية، واختلفت مواقف معظم جيران تركيا مع موقف أنقرة من هذه الثورات، الأمر الذي طوى صفحة سياسة «تصفير المشاكل مع الجيران» حتى تستقر المنطقة ويعود إليها الأمن والهدوء.
الجمهورية التركية منذ تأسيسها رفعت شعار أتاتورك «السلام في الوطن والسلام في العالم»، ومع ذلك عاشت مشاكل عديدة مع جيرانها، اشتدت في بعض الأحيان وهدأت في أحيان أخرى. وبالتالي فإن الحالة التي تعيشها الآن ليست جديدة عليها، وإن اختلفت طبيعة المشاكل وظروفها، بل تركيا اليوم حكومة وشعبا أقوى من ذي قبل وتتمتع بقيادة أكثر وعيا وحنكة ووطنية.
يدور الحديث هذه الأيام في أوساط سياسية وإعلامية عن تحالف استراتيجي بين إسرائيل ومصر واليونان وقبارصة الروم لمحاصرة تركيا في البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي تشهد فيه علاقات تركيا مع روسيا وإيران والعراق أزمة وتدهورا، بالإضافة إلى محاصرتها من الجنوب من خلال دعم حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته في شمال سوريا. ومن المقالات التي تتحدث عن هذا الموضوع ما نشره المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت أحرونوت» حول ما وصفه بـ «حلف دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط» قائلا إنه «نسج في الخفاء على أساس استراتيجي صلب»، يضم كلا من إسرائيل واليونان وقبرص ومصر، لعزل «تركيا أردوغان» اقتصاديا وأمنيا.
هذه المقالات والتقارير ومحاولات التهويل والترهيب هي في الحقيقة جزء من الحرب النفسية، وإن احتوت شيئا من الحقائق، لدفع الطرف الآخر إلى تقديم تنازلات. ولذلك يجب أن لا تعطى أكبر من حجمها حتى لا تحقق أهدافها، لأن الدول التي تسعى لمحاصرة تركيا غير قادرة عليها لأسباب مختلفة، وتعاني من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية. ولعل الوصف الدقيق للحلف المذكور في مقال المحلل الإسرائيلي هو «حلف المفلسين»، ولو كان للأصلع دواء لدهن به رأسه.
تركيا ليست غزة تسهل محاصرتها، بل تمتلك أوراقا كثيرة ومساحة واسعة للمناورة، ما يجعل محاصرتها أمرا مستحيلا، ووقوفها إلى جانب الشعوب الثائرة المتعاطفة مع تركيا، من أمثلة هذه الأوراق. وبالتالي لا بد من اليقظة والحذر ولكن لا داعي للخوف والهلع.