أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

محاولات محاصرة تركيا

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 31-01-2016


تصاعد قوة تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا في عهد حزب العدالة والتنمية، وتوسع نفوذها في أكثر من اتجاه، وانفتاحها على العالم العربي، ووقوفها إلى جانب مطالب الشعوب الثائرة من أجل الحصول على حريتها وكرامتها، ودعمها لقضية الشعب الفلسطيني عموما وسكان غزة المحاصرين على وجه الخصوص، كل هذه العوامل وغيرها جعلت قوى دولية وإقليمية تتخوف من «تركيا الجديدة» التي كسرت معظم القيود المفروضة عليها لعرقلة تحركاتها. وهذا الخوف والتوجس من وريث الإمبراطورية العثمانية دفع تلك القوى إلى التفكير في محاصرة تركيا من جميع الجوانب لكي تنشغل فقط بمشاكلها الداخلية ولا تلتفت إلى القضايا الإقليمية والدولية.
تركيا في العهد الجديد الذي دشنه حزب العدالة والتنمية وقاده منذ منتصف نوفمبر 2002، تبنت سياسة «تصفير المشاكل مع الجيران»، وهذه السياسة التي يحتاج نجاحها إلى رغبة جميع الأطراف المعنية في حسن الجوار اصطدمت بثورات الربيع العربي التي أدت أيضا إلى تأجيج الصراعات الإقليمية، واختلفت مواقف معظم جيران تركيا مع موقف أنقرة من هذه الثورات، الأمر الذي طوى صفحة سياسة «تصفير المشاكل مع الجيران» حتى تستقر المنطقة ويعود إليها الأمن والهدوء.
الجمهورية التركية منذ تأسيسها رفعت شعار أتاتورك «السلام في الوطن والسلام في العالم»، ومع ذلك عاشت مشاكل عديدة مع جيرانها، اشتدت في بعض الأحيان وهدأت في أحيان أخرى. وبالتالي فإن الحالة التي تعيشها الآن ليست جديدة عليها، وإن اختلفت طبيعة المشاكل وظروفها، بل تركيا اليوم حكومة وشعبا أقوى من ذي قبل وتتمتع بقيادة أكثر وعيا وحنكة ووطنية.
يدور الحديث هذه الأيام في أوساط سياسية وإعلامية عن تحالف استراتيجي بين إسرائيل ومصر واليونان وقبارصة الروم لمحاصرة تركيا في البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي تشهد فيه علاقات تركيا مع روسيا وإيران والعراق أزمة وتدهورا، بالإضافة إلى محاصرتها من الجنوب من خلال دعم حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته في شمال سوريا. ومن المقالات التي تتحدث عن هذا الموضوع ما نشره المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت أحرونوت» حول ما وصفه بـ «حلف دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط» قائلا إنه «نسج في الخفاء على أساس استراتيجي صلب»، يضم كلا من إسرائيل واليونان وقبرص ومصر، لعزل «تركيا أردوغان» اقتصاديا وأمنيا.
هذه المقالات والتقارير ومحاولات التهويل والترهيب هي في الحقيقة جزء من الحرب النفسية، وإن احتوت شيئا من الحقائق، لدفع الطرف الآخر إلى تقديم تنازلات. ولذلك يجب أن لا تعطى أكبر من حجمها حتى لا تحقق أهدافها، لأن الدول التي تسعى لمحاصرة تركيا غير قادرة عليها لأسباب مختلفة، وتعاني من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية. ولعل الوصف الدقيق للحلف المذكور في مقال المحلل الإسرائيلي هو «حلف المفلسين»، ولو كان للأصلع دواء لدهن به رأسه.
تركيا ليست غزة تسهل محاصرتها، بل تمتلك أوراقا كثيرة ومساحة واسعة للمناورة، ما يجعل محاصرتها أمرا مستحيلا، ووقوفها إلى جانب الشعوب الثائرة المتعاطفة مع تركيا، من أمثلة هذه الأوراق. وبالتالي لا بد من اليقظة والحذر ولكن لا داعي للخوف والهلع.