أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

كيف نبدو في هذا الفضاء؟!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-01-2016


في مجتمعات تصف نفسها بالمحافظة -كمجتمعاتنا- يبدو غريباً نزوع الكثيرين والكثيرات نحو الاستعراض العلني لكل شيء، لممتلكاتهم، لتفاصيل حياتهم وعلاقاتهم الشخصية، أطعمتهم، غرف نومهم، ثيابهم، حليهم..، وفي الحقيقة فإن حالة الاستعراض هذه تكشف عن تغير جذري في أنماط التفكير والقناعات عند الناس لا ينسجم تماماً مع وصف المحافظة!

صحيح أن تشارك الصور لم يعد محصوراً على أحد، خاصة بعد أن أصبحت تطبيقات مثل الانستغرام والسناب شات جزءاً لا يتجزأ من يوميات معظم الناس، إلا أن الفكرة الاجتماعية ليست واضحة للجميع، فهناك من يعبث وهناك من يُوظّف هذه التطبيقات بشكل مثالي وهناك من حوّلها إلى أداة تواصل فعال بين أفراد العائلة والأصحاب من خلال ما يُعرف بالمجموعات أو الجروبات، إلا ان هناك من لا يزال حائراً متخبطاً لا يريد أن يفوته شيء لكنه في الوقت نفسه لا يعرف ماذا يقول أو يُقدّم!

في المجتمعات التي تُصر على أنها محافظة ــ دون أن تُفرّق بين التحفظ والمحافظة ــ يظهر البعض على وسائل التواصل باستمرار وبإصرار ثابت، سواء كان لديهم شيء يقولونه أو يقدمونه أو لا، ليتفرجوا على ما يحدث في هذا الفضاء المسيطر على اهتمام الجميع، وليكونوا في قلب الحدث وحتى لا يفوتهم شيء، والأهم ليقولوا للمحيطين بهم إنهم مواكبون للتطور وإنهم حداثيون ويعملون باستمرار لتحديث أنظمة حياتهم وبرمجة أفكارهم واهتماماتهم بما يتفق وتوجهات المجتمع أو المجموع، فكثيرون ممن نتعامل معهم لا يحتملون أن يُغرّدوا خارج سرب الجماعة أو يكونوا بعيدين عن خط سيرها!

يكشف هذا الفضاء ــ برغم هشاشته وعدم عمقه ــ الحالة الاجتماعية لمجتمعات لطالما تغنت بانسجامها وتماسكها الاجتماعي وبعاطفيتها الطاغية وتكاتفها والدفء المسيطر على علاقات أفرادها، فإذا بمواقع التواصل تُظهر العكس تماماً، حيث فسّر علماء الاتصال حالة الإدمان عليها بأنها دليل على حياة الوحدة أو التوحد والجفاف العاطفي، حالة تدفع بآلاف من الرجال والنساء، الشباب والفتيات إلى إقامة علاقات عميقة مع كائنات فضائية وفتح كل ملفاتهم الشخصية وأسرارهم أمام هؤلاء دون أدنى تفكير! وهنا يثور سؤال منطقي: أين ذهبت المحافظة؟

يكشف هذا الفضاء أيضاً عن ازدواجية الناس الذين طالما قدّموا أنفسهم بأشكال رصينة ومتوازنة ومتقبلة للرأي الآخر فإذا بهم على مواقع التواصل يخوضون حروباً تحت شعارات طائفية ومذهبية وعرقية، وإذا بهم يقولون ما لا يؤمنون وإذا بهم لا يحتملون رأياً ولا كلاماً مختلفاً لما يطرحون، وإذا بكثيرين يمتلكون قاموساً لغوياً لا يمت بصلة لأناقة القاموس العلني الذي يستعملونه في الحياة العامة عادة!