أحدث الأخبار
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد

الصداقة الافتراضية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-12-2015


تصادف وجودي في متجر ضخم للإلكترونيات مع وجود مجموعة من الصبية الصغار في الوقت نفسه، كنت قد شاركت في ندوة تفاعلية حول القراءة قبل ذلك بقليل، وفي المتجر لفت نظري أمر الأولاد، أحدهم افترش الأرض واستند إلى عمود ضخم وذهب في عالم آخر، كان غارقا في لعبة من تلك التي يتم تحميلها من متجر التطبيقات في أجهزة الهواتف الذكية، ومن دون مبالغة كاد المتسوقون في المتجر يتعثرون به أكثر من مرة ويقدمون له اعتذارا على ذلك دون أن يتلقوا منه أي ردة فعل، كان الصبي الصغير غائبا عن العالم الذي نتحرك فيه ومستمتعاً بالعالم الافتراضي الذي هو فيه، رأيت في حالته ما يستدعي التفكير.

صديقه الذي دخل معه والذي يماثله في العمر وقف أمام منصة الأجهزة والهواتف الذكية التي تعرض آخر ما توصلت له الشركات الكورية والأميركية، كان هو الآخر مستغرقا فيما يقوم بفحصه، كان يبحث عن آخر الألعاب وأصغر الأجهزة التي تحوي كل شيء، وبيد واحدة وبتركيز عالي المستوى كان يتنقل بخفة وبأصابع رشيقة على تلك الأزرار الصغيرة، هذه الملكات التي لدى هؤلاء الصغار يجب أن توجه بشكل أكثر قيمة ومردودا بدل النقد والاستياء والسخرية، هذا ما خطر لي للوهلة الأولى، فهذا التركيز هو ما يحتاجه الشخص ليبدع ويبتكر بقليل من التوجيه والرعاية انطلاقا من أن الحياة ليست مجرد لعب!

إذا بقينا بعيدا عنهم ندفعهم نحو عالم الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية فقط، دون توجيه أو تقنين أو مشاركة أو حتى رقابة فإننا ندفع بهم نحو المجهول، ونحو حالة من التوحد والأنانية والعزلة والفراغ (الرقابة لن تعتدي على حقوقهم بالمناسبة ولن تجرح مشاعرهم كما يروج البعض، بل ستحميهم من كوارث ومطبات كثيرة) ذلك أن أجيالاً متوحدة وأنانية لا تشعر إلا بنفسها ولا تسعى لغير مطالبها ورغباتها العبثية، لا يمكن أن نغرس فيها قيماً إنسانية ومتحضرة كقيمة القراءة مثلا !!

قلت بأن هذا الجيل الصغير يتمتع بقدرات عالية في تعامله مع التقنية لكنه يظل بحاجة للتوجيه والإرشاد والرقابة والتدخل كي لا يُركل يمينا ويسارا دون أن يشعر بينما هو غارق في اللعب والعبث وتكوين مجموعات لعب عبر الانترنت طيلة الوقت، إن من يلعب ويعيش صداقات افتراضية طيلة الوقت لن يشعر بإنسانيته وبمن حوله، انه يفقد حسه الإنساني تدريجيا بينما نتفرج عليه نحن ببلاهة!!