أحدث الأخبار
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد

«مطوعنا..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 22-11-2015


حينما نقول في الفريج: «المطوع»، لأن الجميع يعرف من الذي نقصده! هو ليس غريباً عنا، وقد حصل على لقب المطوع، ولم يطلبه، حصل عليه بسبب لحيته التي تكبر لحانا، وبسبب خجله الشديد واحمرار وجهه كلما ذكر أحدنا نكتة بذيئة، حصل عليه بسبب ذلك الاستنكار الذي يعلو وجهه، حينما يستخدم أحدنا كلمة لم ترد في قاموس الأدب.. حصل عليه لأننا نراه دائماً مبتسماً وهو يسبقنا إلى المسجد، بلاشك يوجد في فريجكم مثله، في أسرتي وأسرتك، في عملي وعملك، لمطوعنا بصمته الخاصة في أداء الأمور، ففي المباريات «الفريجية» خصوصاً في كلاسيكو الرقة × الخان، يمكن تمييزه بسهولة بسبب الضاغط الذي يرتديه أسفل ملابس الرياضية، والذي يستر ما فوق ركبته.. يمكن تمييز وجوده بجوارك ــ وإن لم تره ــ بسبب طِيبه المميز الذي لا يفارقه، نلجأ إليه عند انكسارنا، ونثق به عند حاجتنا لوضع أماناتنا عند أحد، نرتاح لابتسامته الوضاءة، ونستغرب ذلك النور الذي يصحبه دوماً، نجترّ السنوات فلا نذكر أننا سمعنا منه لفظاً سيئاً، بينما نحن من نتسلى بإغاظته دوماً بالحديث الخادش عن مغامراتنا، يعجبنا ذلك الارتباك الذي يظهر على وجهه بين فطرته السليمة، ورغباتنا المريضة!

 

مطوعنا لم يكن «داعشياً» ولا إرهابياً قط، لم يؤذِ أحداً في حياته، بل كان اليد الحانية دوماً، لم يقتل طيراً حينما كنا نجرب مهاراتنا في الرماية على أسطح الجيران، لم يسرق معنا حينما استبحنا «سياكل» العمال.. كان صاحباه دائماً: الأدب والخجل.. مطوع شعبي ــ إذا صح التعبير ــ لا يعرف شيئاً عن الجماعات المتشددة، ولا التنظيمات السياسية، ولا يفهم ما هو مصطلح الإسلام السياسي، لم يبع أو يشترِ بدينه.. فلماذا يصرّ البعض على وضعه في سلة الآخرين؟ لماذا تؤذونه؟!

 

البعض الذي يرى في أي أمر يحدث في العالم فرصة للانتقام من جميع المطاوعة، بحكم الواقع، هؤلاء لا يختلفون عن «داعش» كثيراً.. فـ«داعش» يضع جميع من ينعتهم بالكفرة في سلة واحدة، وهؤلاء يضعون كل من ينعتونهم بالمطاوعة في سلة واحدة! التطرف والتطرف المضاد لا يختلفان كثيراً، الذي يعتبر إغلاق مسجد نصراً شخصياً له، لمجرد أن أحد المتطرفين كان يصلي في ذلك المسجد، هو نسخة أخرى من «الدواعش»، ولكن بنكهة مختلفة!

لم أعد أرى ابتسامة مطوعنا كما كانت، ففي الماضي كان أهالينا يحسّون بالاطمئنان حينما يروننا نمشي مع «شلة مطاوعة» ويتمتمون: الله يهديكم. اليوم لا يمكننا إنكار التوجس فيهم عند رؤيتنا نسير إلى جانب مطوعنا المسكين، كل ما يريده مطوعنا هو ألا تأخذوه بجريرة غيره.. ألا تفهموا خجله على غير ما هو عليه.. أن تحبوه بسيطاً نقياً من دون سوء ظن مسبق.

أحبك يا مطوعنا لأنني أعرف من أنت وما أنت! فكن أنت وما أنت!

ولو كنت متاكداً أنك ستقرأ مقالتي على «آي فون»، لوضعت لك سطرين من الورود الحمراء!