أحدث الأخبار
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد

«قلبه طيب..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 01-11-2015


بغترة على كتفي، وعقال فوق الطاقية مباشرة، وعين متورّمة، وكندورة متسخة، وبالطبع كرامة مهدورة.. كنت أقف أمام الضابط محاولاً منع نفسي من البكاء، صدقني الأمر ليست له علاقة بالـ«غسال» الذي حصلت عليه، ولكن أن تتم «شرشحتك» أمام اثنين من المراهقين، كُنت تملأ رأسيهما ببطولاتك الوهمية لمدة خمسة عشر عاماً، وبقصص خروجك من شباك السيارة قبل توقفها، وهجومك على شلة سعود الننجا، وتقطيعك خمسة عشر شخصاً منهم على طريقة أحد الخانات في بوليوود، هو أمر ليس لطيفاً على الإطلاق.

الضابط يسألك بطريقته الآلية: إنت مال الجريدة؟ تقول في سرك: لماذا يفترض العالم أن «مال الجرايد» لا يضربون! الحقيقة هي أننا أكثر ناس نضرب؛ لكن تختلف طريقة ضربنا بحسب الدولة والسياسات، وطبيعة الصحيفة.. أحرك رأسي بمعنى نعم، وقبل أن يبدأ الضابط بعمل المحضر،

يدخل ذلك الرجل الوقور الذي يوجد ثلاثة أو أربعة منه في كل فريج ليأخذك من يدك، ويقول لك: إن «الونش» الذي داس عليك هو في الحقيقة يمتلك «قلباً طيباً»! ولا داعي لإدخال الحكومة في الموضوع، وبين جملة وجملة يكرر: والله «قلبه طيب»!

لا أعرف أين كان قلبه حينما كانت يده تتجه إلى عيني الجميلة وكأنها متجهة إلى كيس في صالة التدريب، أين كان قلبه حينما رفعني أمام عيون المراهقين الأربع السعيدة برؤية الأسطورة تتحطم وحطم بأضلاعي مرآة سيارتي في ضربة مزدوجة؟ في أي زاوية كان القلب الطيب يختبئ حينما قام معي بحركة عناق الدب التي أعلنت بعدها استسلامي مباشرة، كل هذا لأنني «لفيت عليه»؟ أتساءل عن ردود أفعال القلب الطيب لو أنني مثلاً كنت قد دعمته، وحطمت له الدعامية الخلفية التي تحمل بوضوح عبارة ديانا حداد الخالدة: «ذنبك الطيبة يقلبي»!

بالنسبة لي لا توجد مشكلة، فليست المرة الأولى، ولا أعتقد أنها الأخيرة، لكن ظاهرة «القلب الطيب» هي التي تحتاج إلى دراسة وتأطير مجتمعي! المجتمع يريد منا أن نسامح السفهاء الذين يسيئون إلى الوطن، ويخطئون بشكل مبالغ فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع لا يريد أن تتم أي قضايا مالية أو مختصة بجنح تجاه البعض، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع يعطل العدالة تجاه كثيرين لأن «قلوبهم طيبة»، يا أخي لا أريد قلوباً طيبة! القلوب الطيبة مكانها غرفة الملكة في رواية أليس في بلاد العجائب.. أريد قلوباً شريرة، ولكنها تحترمني وتحترم القانون، أما قلبك الطيب فضعه في «صدرك»، فهو لا يهمني مطلقاً.

كيف انتهت القصة! بالطبع أريد أن أفرغ قهري في المراهقين السخيفين، ولكن أمهما منعتني، وهمست بصوتها الملائكي في أذني: اتركهما.. فقلبهما طيب.