أحدث الأخبار
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد

«أنا أكره تشيكو.. !»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-07-2015


مازلت أذكر شعوري بالغثيان كلما أخذني والدي، رحمه الله، إلى منزل أبو «تشيكو»، أكره كل شيء في ذلك الطفل، الذي لم يكن طفلاً مثلي! كانت رائحته دائماً زكية، كأنه يتعطر بشامبو «جونسون آند جونسون»، ملابسه نظيفة دائماً، والأدهى والأمرّ أنه كان يتحدث بإنجليزية عجيبة ومنمقة، تجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب، ولم يكن مثلنا يقول I go كان يقول I went، ولن أنسى ما حييت نظرة أبي إليه وهو يناديه «أونكل»! عساه أنكلك الكسر قل آمين! «أونكل» هو آخر وصف يمكنك إطلاقه على أبي! كان يمكن أن يكون كل شيء في الدنيا إلا أن يكون «أونكل» لطفل رقيع مثلك.


لا أحتاج إلى تعاطفكم، معقد آخر في هذا الوطن!


* * *


هذه الإحصائية المقبلة ليست رسمية، لكنها صحيحة جداً، في رمضان هذا عزمني نحو عشرة من الأصدقاء، سبعة منهم لم يكن أبناؤهم يتحدثون العربية إطلاقاً، كانوا مثل «تشيكو»، عليه من الله ما يستحق تماماً، يتحدث إلى والده بالإنجليزية، وأصدقائي الذين أتحدث عنهم عرب بالطبع، بل قبيليون حتى آخر شفرة DNA، وحين يحس الوالد بنظراتي التي تكاد تلتهم ابنه غيظاً، يلكزه لكي يتحدث بالعربية، وليته ما فعل، فتخرج مشوّهة سخيفة، هلا عاامي، كيف هالااك، هيااك الله، أرد عليه بأسلوبه نفسه: مرهباا السااء، والله اللي خلاااف ما مااات،


أبوك لا بو حت الي يفطر عدكم!


جميع الآباء يتحدثون حول الفكرة نفسها ولديهم المبررات نفسها، لا أريد أن يعاني ابني الإنجليزية، ويخاف، كما كنا وكما أصبحت مادة «العنقليزي» عقدتنا، منهم من يرى أن الوظائف العليا لا تفتح إلا لمن يرطن بلغة لا تشوبها شائبة، منهم الكسول الذي ترك ابنه للبشكارة لكي يصبح لديه وقت، ويتمكن من إعطاء دورات في اللغة العربية للطلاب الحاصلين على دور ثانٍ، المبررات تتشابه، لكن الحجة واهية، فإتقان لغات عدة لم يعد أمراً غريباً في العالم «المُعولم» اليوم، والإنجليزية لغة مهمة، بل هي الأهم، ولكن اكتسابها من كل مكان، وفي كل مكان ممكن، أما العربية فإن لم تكتسب من أفواه قائليها فما الذي سيعوضها؟!


سيكبر ابنك وسيحصل على أفضل الوظائف والمناصب، كما كنت تحلم له أن يكون، ولكنه لن يتذوق شعراً، ولن يفهم تاريخاً، ولن يخشع لآية، فهل هذا ما تريده له فعلاً؟!


بالمناسبة بعد ثلاثين عاماً سألت عن اسم «مرحوم» الوالدين «تشيكو» الحقيقي، واتضح أنه «عبدالجبار»!