أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

الحرب على «داعش».. والاستراتيجية الفاشلة!

الكـاتب : عبد الله الشايجي
تاريخ الخبر: 08-06-2015


يُكمل تنظيم «داعش» هذا الأسبوع العام الأول بعد احتلاله لمدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، التي انطلق منها، وقبلها من مركزه في الرقة بسوريا، ليوسّع رقعة «دولته» المزعومة، ليصل إلى محافظة ديالى على حدود إيران. ويحتل «داعش» اليوم نصف أراضي سوريا، وثلث أراضي العراق، وألحق هزيمة وإهانة بالجيشين العراقي والسوري، اللذين كانا، لزمن طويل رمزاً للبطش والدفاع عن النظامين البعثيين، ورمزاً للقوة في المشرق العربي. فإذا بالجيشين يتجرعان هزيمة على يد تنظيم مسلح وليس جيشاً نظامياً.

وبعد مقتل أكثر من 10 آلاف من مقاتلي «داعش»، حسب تصريح لنائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في مؤتمر لوزراء خارجية دول التحالف في باريس في الأسبوع الماضي، استناداً إلى إحصائيات الاستخبارات الأميركية، ما زال يعتقد أن لدى «داعش» حوالي 30 ألف مقاتل في العراق وسوريا. وعلى رغم هذه الخسائر الكبيرة التي تكبدها التنظيم الإرهابي وضرب 6200 هدف له في البلدين.. مع ذلك لم يتراجع وينكمش «داعش» حتى الآن. بل على العكس توسع تحركه واستفحل خطره ووحشيته. وأصبح على بعد أقل من 100 كلم من بغداد. وما زال يجند المزيد من المتطوعين المقاتلين من مختلف دول العالم، وخاصة الشباب المغرر به. وهناك تشكيك أيضاً في أن عديد مقاتلي «داعش» أكثر من 30 ألفاً كما تقدرها الاستخبارات الأميركية. 

وعلى رغم التكلفة الكبيرة في الحرب المستمرة ضد «داعش» التي كلفت الإدارة الأميركية، حسب أرقام وزارة الدفاع «البنتاغون»، حوالي 2,5 مليار دولار.. إلا أن «داعش» سيطر أيضاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية على مدينة الرمادي عاصمة الأنبار أكبر محافظة في العراق، وبعدها بأيام سيطر كذلك على مدينة تدمر التاريخية في بادية الشام في سوريا، ما يعيد النقاش مجدداً بعد عام من احتلال «داعش» للموصل عن نجاعة استراتيجية محاربة التنظيم وأسباب فشلها حتى الآن على رغم كل الجهود المبذولة!

لقد كان لافتاً أن تخصص مجلة «نيوزويك» موضوع الغلاف في عددها الأخير للحرب على تنظيم «داعش»، وكان عنوان الغلافIs‭ ‬ISIS Winning‭?‬ «هل ‬يحقق ‬داعش ‬انتصارات؟»!

ويحمل ‬المقال ‬انتقاداً ‬وإدانة ‬واضحة ‬واعترافاً ‬صريحاً ‬بفشل ‬استراتيجية ‬إدارة ‬الرئيس ‬أوباما ‬في ‬مواجهة ‬وهزيمة ‬«داعش»، ‬وتململ ‬وعدم ‬ارتياح ‬الحلفاء ‬المشاركين، بسبب ‬فشل ‬تحويل ‬قوات ‬برية ‬على ‬الأرض ‬إلى قوات ‬يمكن ‬الاعتماد ‬عليها ‬لتحقيق ‬انتصارات، ‬خاصة ‬في ‬ظل ‬تركيبة ‬الجيش ‬العراقي ‬على ‬خلفية ‬مذهبية ‬وبدون ‬عقيدة.

ومعيب على الجيش العراقي النظامي وعلى الحكومة العراقية وحتى على الولايات المتحدة مشاركة مليشيا «الحشد الشعبي» واستعانة الجيش النظامي بهذه المليشيا الطائفية، حيث اشترطت واشنطن لاستخدام سلاح الطيران الأميركي في استهداف مقاتلي «داعش» في تكريت، بعد أن فشلت إيران والقوات العراقية ومليشيا «الحشد الشعبي» في هزيمة التنظيم.. أن يتم سحب «الحشد الشعبي» قبل أن تشن غارات مدمرة ضد مواقع «داعش» في تكريت ما سمح بطرد التنظيم منها. واليوم تتغاضى الولايات المتحدة الأميركية عن مشاركة مليشيا «الحشد الشعبي» في معركة الأنبار التي سمتها في البداية «لبيك يا حسين»، قبل أن تتراجع عن التسمية تحت انتقادات وضغط من واشنطن وحتى من مقتدى الصدر.

وهناك اليوم حرب إرادات. وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ينتقد هزيمة وفرار الجيش النظامي العراقي من الرمادي، واصفاً جنوده بأنهم يفتقدون لإرادة القتال.. ما أزعج الحكومة العراقية التي طيب خاطرها نائب الرئيس الأميركي بايدن. وفي تبادل للاتهامات، يرد على الأميركيين، قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، بأن أميركا «الشيطان الأكبر» لم تفعل شيئاً لقتال «داعش» ولا تملك الإرادة لمواجهتها.

واضح أن هناك حاجة ملحة لتغيير الاستراتيجية الفاشلة في مواجهة «داعش» التي لم تنجح في كسر خطورته، منذ بدء حرب التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضده في أغسطس 2014، ‬وبعد ‬عشرة ‬أشهر ‬من ‬المواجهات ‬والقصف ‬اليومي ‬الذي ‬تجاوز ‬آلاف ‬الغارات ‬على ‬مواقعه ‬‬في ‬سوريا ‬والعراق، ‬لتحقيق ‬أهداف استراتيجية ‬أوباما الرامية ل‬إضعافه ‬وهزيمته. ‬والحل، ‬الذي ‬يرفضه ‬‬أوباما ‬شخصياً ‬وإدارته، ‬هو ‬إقحام ‬قوات برية ‬أميركية ‬لمواجهة ‬«داعش».. وإلا ‬ستستمر ‬واشنطن ‬وحلفاؤها ‬المتململون ‬في دفع ‬فاتورة ‬استراتيجية ‬مواجهة ‬«داعش» ‬الفاشلة!