أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

حكمة علي وشعرة معاوية

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 25-05-2015


ردَّد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مقولة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، مَنْ ليس معي فهو ضدي، ولكن على طريقته. وهو قال في خطاب متلفز لمناسبة يوم الجريح: «إذا استنهضنا الهمم، وكنّا على قدر المسؤولية فسنحطّم عظامهم. وكل من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن. شيعة السفارة الأميركية خَوَنة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يُغيِّر قناعاتنا، ولن نسكُت بعد اليوم ولن نداري أحداً. هي معركة وجود، وكذلك معركة عرض ومعركة دين، ولا دين لنا مع هؤلاء التكفيريين».

خطاب نصرالله الأخير تجاوز في وضوحه وحدّته كل خطاباته السابقة، معتبراً أن حزبه يواجه «خطراً وجودياً شبيهاً بمرحلة الـ1982». ولوّح بإعلان التعبئة العامة، وتحدّث عن «مرحلة جديدة لا مكان فيها للإحباط بيننا، وهي مرحلة سنستخدم فيها كل قوتنا وكل إمكاناتنا لمواجهة التكفيريين». وقال: «سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومَنْ لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسباً له». وحدد لحزبه خيارات: «أن نقاتل أكثر من السنوات الأربع الماضية. أن نستسلم للذبح والنساء والبنات للسبي. أن نهيم على وجوهنا في بلدان العالم ذليلين من نكبة إلى نكبة». وأضاف: «في هذه المعركة، لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل». وأشار إلى نهاية «الخلاف بين السعودي والقطري والتركي، والكل الآن في المعركة ضدنا»، لكنه لم يفسِّر صيغة الجمع هنا!

خطاب حسن نصرالله كان إعلاناً صريحاً عن أسباب تأسيس حزبه التي ظل لسنوات يخلع عليها صفات الوطنية والمقاومة. الصراعات الدينية والمذهبية التي تشعلها التنظيمات الإرهابية لم تنجح حتى الآن في جرّ دول المنطقة إلى تبنّي حرب دينية. لكن الأمين العام أعلن عنها صريحة، وقال: «من يَثبُت في صفّين يكون قد وصل»، وهذه العبارة الموغلة في المذهبية حتى الهوس، لا مجال لمعاودة تفسيرها، كما حاول إعلام حزبه. الأمين العام لـ «حزب الله» كرّس دور «داعش» الإرهابي. صار نقيضه المذهبي رسمياً. ما أخطر هذا الخطاب على مستقبلنا. أشهدُ أنه خطاب مخيف وموحش. كلنا يعرف أن نصرالله يقود حزباً سقفه الولي الفقيه، ولكن لم نتوقع أن يصل إلى هذه المرحلة من التطرُّف.

لا شك في أن حسن نصرالله كان في خطابه المذهبي يلعب دور الناطق الرسمي باسم السياسة الإيرانية في المنطقة. طهران ماضية في جرّنا إلى حروب مذهبية مفجعة، و «حزب الله» أداتُها، وعلينا لجم هذا الدور المدمر.

الأكيد أن وحدتنا كعرب ومسلمين تكمُن في مواجهة هذه الحرب التي أعلن عنها حسن نصرالله. لا بد من أن نستخدم حكمة علي بن ابي طالب، وشعرة معاوية بن أبي سفيان، لتجاوز خلافهما الذي ورّطنا لقرون. خلاصُنا يبدأ من استبدال صفّين، بصف واحد، ونسيان التاريخ، والنظر إلى المستقبل.