أحدث الأخبار
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد

تدخلات إيرانية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 10-04-2015


كان من المتوقع أن تتعالى الأصوات الإيرانية المنددة بعمليات عاصفة الحزم التي أوقفت الذراع الإيرانية الممتدة في داخل اليمن والوطن العربي، وأعادت للأمة العربية مهابتها ودورها التاريخي كقوة في المنطقة لها احترامها ووزنها وثقلها الإقليمي والدولي.

وكان من المتوقع أيضاً أن يبدأ الإعلام الإيراني بشن حرب نفسية ضد العرب من منطلق حقيقة الجذور التي تكمن في «النزعة الفارسية»، وهي نزوع بلغ ذروته مع قيام الثورة الإيرانية عام 1979. ولعل الباحث عبدالرزاق (الشرق الأوسط 27- 03- 2015)، كان أكثر دقة وتفسيراً في لمس هذه الحالة عندما قال: «أصبح إحياء النزعة الفارسية منهجاً في السياسة الإيرانية تجاه دول المنطقة، والذي يتمثل في إطار منهاج تصدير الفكر الثوري، والتغلغل في الشؤون الداخلية عن طريق تأجيج الصراع الطائفي بقصد زعزعة الاستقرار الداخلي لدول الخليج. وذلك بتعزيز نفوذ حلفائها من التنظيمات الطائفية المتشددة والجماعات ذات النهج الأيديولوجي المتطرف الموجود ضمن النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في دول المنطقة من أجل فرض الهيمنة الإيرانية».

وتأكيداً لدقة هذا المنهج يشير الباحث إلى تصريح حلنجي ميرزا الذي قال في 1822 ملخصاً هذا التوجه المنهجي بالقول: «إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة هو أن الخليج العربي من بداية شط العرب.. بجميع جزائره وموانئه بدون استثناء ينتهي إلى فارس».

وللاقتراب أكثر أيضاً في فهم مثل هذه الحالة والاطلاع على مضامينها التي وقع فيها الشعب الإيراني تحت تأثير مثل هذه السياسة التوسعية، يمكن قراءة ما قاله كاتب آخر حيث يكشف من خلاله بدقة ووضوح منهجية هذا التفكير وطريقة تعامل العقل الفارسي مع مثل هذه السياسات الطائفية، حيث يقول: «إن الإيرانيين ليسوا مذهبيين كما يحاولون الزعم لجذب انتباه الشيعة العرب، فهم أساساً قوميون ويستبطنون موقفاً سلبياً تجاه كل ما هو عربي سنياً كان أو شيعياً أو حتى نصرانياً، فالكل سواسية طالما جرت في أوردته الدم العربي»!

ولكن ما أريد التركيز عليه هنا هو النقطة الجوهرية التي تحدث عنها هذا الكاتب، وهي نقطة في غاية الأهمية لأنها تتعلق بمخططات العقل الإيراني التوسعية وما يتم طبخه ضد دول الخليج العربي، وهو الخرائط الاستفزازية التي تتعمد إيران نشرها بسرية بين الفترة والأخرى، حيث يقول: «لا يعلم الكثير أن إيران تنشر في الفترة الأخيرة خرائط لها كتبت عليها "سرية للغاية" ووصلت لنا، تحتوي على غالبية دول الخليج وكأنها جزء من الأرض الإيرانية».

المسألة إذن ليست مجرد مسألة دعم النظام الإيراني للميليشيات الشيعية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ولا هي دوافع مذهبية أو إنسانية تحرك الدولة الفارسية، بل هي سياسة تدخل سافر في شؤون الدول العربية، وسياسة استهداف الأمن ووحدة الأمة العربية على يد جماعات إرهابية تحارب نيابة عن إيران لتحقق مصالحها التوسعية في داخل المنطقة العربية، وهي في الحقيقة استراتيجية بنتها إيران منذ زمن طويل تقوم على احتلال أراضي الغير واستغلال كل الوسائل لتكريس مثل هذا المنهج، والجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران نموذج لهذه السياسة.

الإيرانيون وقعوا صفقة مع أميركا على حساب مصالحنا نحن العرب، وهذه الصفقة يمكن أن تحول إيران إلى قوة إقليمية حليفة لواشنطن، وهي بذلك تريد إحداث حالة من الانقلاب في موازين القوى وخرائط المنطقة العربية.