أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

تواصل المأتم الاستراتيجي لسيف بن ذي يزن

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 11-02-2015

استهلك الحوثة -كما يطلق عليهم اليمنيون- القطرات الأخيرة من أعذارهم لتمويه «انقلاب إسلامي حوثي» الذي قاموا به في صنعاء 7 فبراير 2015م مستخدمين وصفه بالبيان الدستوري؛ ليستمر المأتم الاستراتيجي في اليمن. لقد اعتقدنا لوهلة أن ما يجري في صنعاء هو تراجع طوعي للمبادرة الخليجية وتقدم لمشروع الحوار الوطني الشامل، رغم أن الأخير جزء من الأولى، فظهر خطأ قراءتنا لما كان يقوم به عبد ربه منصور هادي وعلي عبدالله صالح والحوثة أنفسهم، وتجلت في كل مكان في اليمن الانتهازية السياسية كطبيعة بشرية، لكنها لم تكن انتهازية يمنية صرفة، فقد مد كل طرف في المشهد اليمني يده طالبا المساعدة من طرف خارجي؛ في تكرار لصفحات من الماضي اليمني، ففي 1962م قاد المشير عبدالله السلال انقلابا على الإمام البدر، وحول اليمن الشمالي لجمهورية بدعم من جمال عبدالناصر، حينها تلقى البدر دعما من الملكيات في السعودية والأردن وبريطانيا. وكانت بريطانيا نفسها ذراعا تستعين به سلطنات اليمن الجنوبي ضد مشيخاته التي بلغت 12 كيانا حتى تشكلت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في وحدة قسرية استعانت خلالها بالسوفيت لتكون دولة اشتراكية ذات حزب واحد. كما أن الاستعانة بالخارج سطر لم يخلو منه تاريخ اليمن في العصر الإسلامي أيضا، ابتداء من العصر الأموي، ثم العباسي، مرورا بالدول الصليحية والطاهرية حتى الدولة الرسولية 1519م التي أقامها جياش بن نجاح بمساعدة تركية سلجوقية. ولاستعانة عامر بن داود من الطاهريين بالقائد البرتغالي أنتونيو دي ميراندا « Ant?nio de Miranda de Azevedo «اقتحم القائد العثماني خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538 وصلب عامر، ثم حول سليمان القانوني اليمن لولاية عثمانية، واستمر وجودهم هناك حتى خسروا أمام البريطانيين، الذين احتلوا اليمن بعد حادثة السفينة الهندية داريا دولت « Darya Dawlat» في عهد السلطان محسن العبدلي 1838م.
ولم نشر لحادث استقواء المتصارعين بالخارج في تاريخ اليمن كإيحاء متعمد أريد له أن يصبح استنتاجا في النهاية بأن اليمنيين يستعينون بالأعداء ضد أهلهم، فهذا طرح متهافت، فحين نتحدث عن اليمن، نتحدث عن مقبرة الأناضول ورجال بصلابة صخور بلادهم، ومنازل تحاكي القلاع، كما لا يمكن أن نقول إن اليمن مصاب بعقدة الاستعانة بالأجنبي لنظهر وكأننا في الخليج لم نرحب بالأساطيل الغربية. فالاستعانة بالخارج كانت ولا تزال أعدل الأشياء قسمة بين أهل اليمن وأهل الخليج. لكن الفرق هو أن الإنسان لا يستطيع أن يخدم سيدين في آن واحد، وهذا ما يجري هناك حاليا، فالسادة أكثر من المسودين، والتحولات المفاجئة في الولاءات تدمر اليمن.
لكن اليمنيين لا يمكن أن ينكروا «عقدة سيف بن ذي يزن» أحد أشهر ملوكهم، فقد كان بن ذي يزن على إدراك أن اليمن يمر بمناخات استراتيجية تستحق التسابق الدولي. فأراد أن يخرج الأحباش من بلاده، فاستنجد بملك الروم، لكن قيصر النصراني رفض حرب الأحباش وهم على دينه، وكان لا بد لسيف من الانتقال من المعسكر الغربي للمعسكر الشرقي؛ فذهب للنعمان بن المنذر في العراق، الذي اقترح عليه أن يستنجد بكسرى، فالنعمان وجيشه لا قِبَل لهم بكسر الأحباش الأقوياء، بل إنه أشار على كسرى بالموافقة. فأراد كسرى أن يستثمر بالرخيص في هذه المغامرة الخطيرة وجهز لسيف بن ذي يزن جيش مقاتلين من السجناء المحكومين بالإعدام، وأرسلهم على ثمان سفن، حيث انتصروا على الأحباش، لكنهم تآمروا على سيف بن ذي يزن فقتلوه وأصبح اليمن تحت الحكم الفارسي. وبعد ما يزيد على ألف وخمسمائة عام لا نجد إلا إنصاف الحوثة بخصلة الوفاء، ليس لاتباعهم نهج إيران وتحركهم بما يخدم مصالحها، بل لإحيائهم عقدة سيف بن ذي يزن في الاستقواء بالخارج، ليستمر اليمن سرادق مأتم استراتيجي.?