أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

إيران واستعراض القوة

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 08-01-2015


أجرت القوات الإيرانية الجوية، البرية، البحرية مناورات خلال الأسبوع الأخير من 2014 عُدّت الأكبر من نوعها، في استعراض واضح للقوة، فيما وصلت وحدات الجيش الإيراني إلى باب المندب، واستُخدمت أحدث الأسلحة في هذه المناورات التي حوت العديد من التمارين والالتحامات وإطلاق الصواريخ، ولقد برر بعض المعلقين الإيرانيين ضخامة هذه المناورات وتوقيتها بأنها لمحاربة الإرهاب؟!

وفي واقع الأمر، يبدو هذا التبرير غير منطقي!؟ ذلك أن إيران متهمة دولياً بمساعدة بعض الجماعات المحظورة، والتي وُضعت على لائحة الإرهاب، فكيف تقوم إيران بمحاربة هؤلاء، خصوصاً في ظل وجود تحالفات إيرانية مع بعض دول الإقليم العربية التي قاومت موجات الربيع العربي، وأمطرت شعوبها بالقنابل والبراميل الحارقة، كما أنه من الصعوبة بمكان تحديد هوية الإرهاب؟، فما يبدو إرهاباً لدى طائفة، لا يكون كذلك عند طائفة أخرى! ففي حين يهجم «الحوثيون» على صنعاء ويُشلون الحركة فيها، يصف البعض هذا التدخل السافر في الحياة المدنية بأنه إرهاب، في حين يراهُ فريق آخر بأنه شكل من أشكال تقرير المصير، ونفس الشيء يحدث في سوريا، حيث انتفض الشعب السوري من أجل كرامته، ورفع الظلم الذي ساد الحياة في سوريا لحقب طويلة، ولإنهاء الحكم العلوي في ذاك البلد، وهذا يُنظر إليه على أنه مطالبة بالحقوق المشروعة، وهو حق مكتسب لأي شعب يشعر بالظلم ويتوق لغد آخر مشرق، في حين يعتبر النظام السوري هؤلاء المطالبين بحرياتهم وكرامتهم على أنهم خارجون على القانون، وأنهم جماعات إرهابية لا بد من مقاومتهم حتى لو تشرد ثلاثة أرباع الشعب السوري إلى المنافي، ودمرت نصف بيوت سوريا. المسألة إذن، فيها نوع من الارتباك والالتباس، ولا يمكن تحديد مصطلح الإرهاب، لأن رؤى الناس تختلف بحكم مصالح البلدان وتحالفاتها السياسية مع الآخر، إضافة للعقيدة الفكرية التي تسود المجتمعات والأنظمة.


محاربة الإرهاب تنطلق من الوضوح في دعم الجهود الدولية، وتقديم المساعدات للبلدان التي تعاني وجود الجماعات الإرهابية على أراضيها، مثل العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، الصومال، بل دعم الجهود الإقليمية لحماية المضايق الدولية، مثل مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس، كما أن محاربة الإرهاب يجب أن تنطلق من مفهوم محدد للإرهاب، فهل يمكن استيعاب ما تقوم بين «داعش» أو «جبهة النصرة»، أو «القاعدة»، أو «حزب الله»، أو جماعة «الحوثي» على أنها دفاع مُبرر من أجل الحرية، أم أنه صراع بقاء أيديولوجي مذهبي يحاول القضاء على الآخر المختلف معه في المذهب، بكل الوسائل المتاحة، بل وبكل وحشية وحب للدماء، وهل يمكن قبول ما تقوم به السلطات السورية من قذف الشعب بالبراميل الحارقة، وتهجير السكان، وشل الحياة في البلد على أنه حفاظ على الأمن ودفاع ضد الإرهاب؟ والأدهى من ذلك، هل ما تقوم به الجماعات المتخاصمة في ليبيا من حرق آبار النفط ومنشآته يعتبر مكسباً وطنياً، وعملاً من أعمال البطولة؟ أليس حرق ثروات الوطن نوعاً من الإرهاب؟

لا يمكن تصديق شعارات تلك المناورات الإيرانية الضخمة على أنها للتصدي للإرهاب، بل إنها رسالة للإقليم بوجود إيران قوية، وقوية جداً إذا ما حول أحد الاقتراب من خطوطها الحمراء أو «السوداء».

إن عرض الخليج العربي لا يتجاوز في بعض المناطق الـ 55 كيلومتراً، وهو لا يحتمل مثل هذه المناورات بكل هذه الأسلحة والعتاد الحربي الذي استخدم فيها، نظراً لوجود المنشآت النفطية الحيوية على الطرق الجنوبي من الخليج العربي، ووجود محطات توليد الكهرباء لكل دول الخليج العربية على الشواطئ، وكذلك محطات تحلية المياه، وأن أي خطأ أو تعمد بشري لإلحاق ضرر بهذه المنشآت سوف يؤدي إلى كوارث إنسانية وبيئية لا يمكن التنبؤ بآثارها !. كما أن لدى إيران 1000650 كيلو متراً من الأراضي، ولديها بحر قزوين في الشمال، فلماذا تُعكّر إيران مناوراتها أمنَ الخليج، إن لم تكن لديها رسالة قوية للآخر؟

إن إقامة علاقات طبيعية بين الدول المتشاطئة على الخليج العربي من الأمور التي تعزز قيم التفاهم ودعم المصالح الاقتصادية، لما فيه خير شعوب المنطقة، كما أن حل مسائل الخلاف بالوسائل السلمية من الأمور الحضارية لأهل القرن الحادي والعشرين، كما أن إنهاء مسائل الخلاف بين إيران وجاراتها، خصوصاً احتلالها جزر الإمارات الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى) والكف عن التدخلات في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، من الأمور التي توفر مناخات التعاون وتدعم التبادلات التجارية، وتوحد المواقف الإسلامية في المحافل الدولية وتعزز مواجهة الإرهاب، أما استعراض القوة والتلويح باستخدامها، فهذا لا يُخيف الإرهاب ولا الإرهابيين.