أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

في البدء كانت .. الحرية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-11-2014

يلفت نظري، أتوقف، وانصت بانتباه أكثر حين يكون الكلام حول سقف الحرية والاختلاف وتمايز تجارب الناس وتجارب الكتاب، وكيف يختلف كاتب عن آخر وفكر عن فكر، فما من روح تشبه أخرى، نحن نسخ فريدة من نوعها حين نريد وأرقام متكررة وباهتة حين نريد أيضا، الحياة كما أنها قدر فهي اختيار، والدروب التي مشيتُها أنا لم تمشها أنت، والكتب التي قرأتها أنت لم تمنحني الظروف فرصة لقراءتها ، لكنني جدفت صوب مساحات أخرى للمعرفة، ومكنتك الحياة من أن تُطل عليها من نوافذ تشرف على الجهات كلها، نحن نختلف بقدر ما نعرف ونتبصر، ونقول (لا) بقدر ما نحترم خياراتنا، ونتفق بقدر ما نذهب عميقا في انسانيتنا، لذلك في البدء كانت الكلمة وكانت الحرية.

الذين يراهنون على مشروع الفوضى لا يفعلون شيئا مفاجئا، لكنهم حتما لا يختارون المشروع الأنجح، فعلى مر التاريخ كانت الفوضى هي الخيار الجاهز والخيار الفاشل والدليل أنه لم يستمر في أي مكان، الفوضى لا تبني ولا يتأسس عليها أي بناء، لكن الحرية مسؤولية وعبء ليس سهلاً أبداً، انه على خفته وجماله وكما قد يعتقد البعض على سهولته، إلا أن الحرية تشبه الكائن الذي لا تُحْتمل خفته على حد وصف التشيكي ميلان كونديرا، لكننا لا يمكن أن نرتقي إلا بها، في الإعلام كما في الأدب وكنا في كل الحياة ، فأنا حر بقدر وعيي بحقوقك وأنت حر بقدر احترامك لي، ونحن معا أحرار في اتخاذ أي موقف والسير في كل الطرقات لكن بمقدار ما نحمل من فهم ووعي بالطرقات التي نختارها.

كونتك تجاربك، وصنعتني تجاربي، جئت انت من عالم وأتيت أنا من ثقافة وتربية مغايرة، اسماؤنا مختلفة وعاداتنا وثيابنا وطرائق معيشتنا، لكننا برغم كل ذلك يمكننا ان نجلس ونتحدث ونلتقي عند نقاط كثيرة ونؤسس لعلاقات عميقة، ذلك هو الوعي الذي وفرته لنا المعرفة وقادتنا له الحاجة، المعرفة الواسعة بكل الظروف التي نتحرك في فضاءاتها والحاجة الماسة لبعضنا ككائنين لا يمكنهما الا ان يلتقيا وان يحافظا على تفردهما وخصوصيتهما، دون اي محاولة من أحدهما أو كليهما لنفي الآخر أو إقصائه أو عدم الاعتراف به أو الإعراض عنه بسبب ذلك التفرد او الخصوصية، ذلك التفرد يكشف اتساع انسانيتي القادرة على الاحتواء وتشجيع الجميع على التحليق في سماواتها. الاختلاف رحمة في أحيان كثيرة.. رحمة متمثلة في تقبل المختلف والمغاير وحتى المضاد والنقيض !