أحدث الأخبار
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد

البقر يذبح للبشر.. والبشر لمن؟!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 24-10-2014

لو أسكنا خريطة العالم ليوم واحد فقط لراعت انتباهنا في معظم قارات العالم ظاهرة لا يمكن التغافل عنها والبعد الكارثي من ورائها، ففي كل البقع الساخنة والباردة يذبح البشر بدم بارد، ولو ذبح البقر أو أي حيوان آخر بتلك البرودة وعدم المبالاة للقي ذلك استنكاراً واستهجاناً.

بل قد يذبح الحيوان بطريقة واحدة في حين أن ما يدور في حارات المجتمعات المفتوحة على كل أنواع الذبح للإنسان البريء وغيره، أمر مختلف.

فإذا استثنينا الحروب التي دارت رحاها على مدى تاريخ الإنسانية ولأسباب متعددة والملايين التي ذهبت ضحية لأطماع البشر في التسيد أو التمدد على حساب الآخرين وإن كان الذبح أو القتل هو الوسيلة المتاحة، إلا أن ما يحدث اليوم من خارج الحروب المعروفة، أدخلت إليها وسائل فكرية وأيديولوجية مفخخة داخل الإنسان قبل أن يتحول ذلك إلى عملية انتحارية في تفخيخ مركبة أو حتى أي حيوان سائب يكون وسيلة سهلة لقتل الإنسان أينما وجد في الشارع العام أو في منزله الذي يفترض أن يكون آمناً فإذا لم يكن كذلك فإلى أين المفر؟

عندما يكون الإنسان هو ضحية هذه الفوضى في القتل عن عمد وسبق إصرار تحت يافطات دينية وطائفية وعرقية ولّدت ظاهرة القتل والقتل المضاد وبصورة يومية لا تغفل عنها عين تطرف، دون أي تمييز بين طفل وكهل، في حالة من التسيب والاستسهال لم يعرف ذلك من قبل.

فالذي يقلب صفحات الليل والنهار على هذه الأحداث المؤسفة يخشى على نفسه أن يكون الضحية التالية، خاصة في البلدان التي انقطع فيها حبل الأمن والأمان منذ سنوات، وهي التي تريد استعادة ذلك من بين براثن الإرهاب والتطرف الذي لم يولّد إلا مزيداً من التفجيرات والفخاخ والعمليات الانتحارية التي تستغل حتى براءة الأطفال في تنفيذها باسم الاستشهاد ودخول الجنة بسلام.

لقد ارتكبت في التاريخ البشري فظاعات ومجازر يندى لها الجبين ولكن الذي يحدث اليوم مختلف لأن هدف زعزعة الاستقرار في المجتمعات الآمنة أصبح وراء ذلك ومن ثم قلب الأوضاع لصالح فئات وجماعات وتنظيمات تريد أن تعتاش على دماء البشر الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مثل هذه التفجيرات وإن كانوا وقوداً لإشعال الحروب الأهلية التي لم تصل بأي مجتمع إلى بر الأمان.

والسبب أن الفكر الذي يستسهل سفك الدماء للوصول إلى غايته لا يمكن أن يكون وسيلة لنيل الإنسان العادي حقه في العيش بدل فرض الموت عليه لمجرد أن هناك فئة لا يعجبها ما هو سائر في العالم وتريد تسيير أهوائها وهوسها وتشنجاتها على الناس ولو على حساب حياتهم.

ويستشعر المرء من خلال أدبيات وسائل الإعلام الحديثة وعلى مدار الساعة عن أنباء التصفيات الجسدية والاغتيالات وتفجير المركبات والأبنية وغيرها بحال من الهلع العام، وكأن العالم كله مستهدف لشريحة كارهة لرائحة الحياة ومغرمة برائحة الموت التي لا يمكن أن تكون البديل لعودة الأمور إلى طبيعتها.

إن جدلية التخلص من البشر والمبالغة في ذلك بشتى الوسائل من أجل تحقيق أغراض مدفونة في النفوس التي تبغض الحياة التي تدب في كل شيء وليس في الإنسان فقط، جزء من عملية غسيل مبرمجة لطمس صفة الإنسانية من مكامن الإنسان وهو الجوهر الثمين الذي بمقدوره إعادة الميزان المعوج لصالحه وهو وظيفته الأسمى في خلافة الأرض أي إدارتها بتعميرها وليس بتدمير ما يدب عليها.

إن ما يجري في بعض بقاع العالم وخاصة في بؤر الاضطرابات من قتل منهجي لأكرم جنس في الوجود أمر خارج نطاق الدائرة الإنسانية، فإذا حدث ذلك الفعل في الغابات قد يكون مبرراً، أما في قلب الحضارات حيث العقل والوعي والبصيرة تصاحب الإنسان فلا ينبغي أن يتساوى ذبح البقر بذبح البشر.