أخلت السلطات السعودية المسجد الحرام في مكة المكرمة من جميع المصلين، لأول مرة منذ عقود، وذلك في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المملكة وأنحاء مختلفة في العالم.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر إخلاء صحن المطاف عند الكعبة المشرفة بالكامل، وعدم وجود أي معتمر أو مصلٍّ باستثناء عناصر قليلة من أجهزة الأمن السعودية.
كذلك بثت قناة القرآن الكريم "السعودية مباشر" مشاهد من داخل صحن الكعبة وهو خالٍ من جميع المصلين.
كما تقرر إغلاق الحرمين الشريفين عقب انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة واحدة، كإجراء احترازي لمواجهة انتشار فيروس المستجد، حسبما ذكرت وكالة "واس" الرسمية.
كما تقرر، وفق ما أفادت وكالة "واس"، عدم السماح بالاعتكاف والافتراش، أو إدخال الأطعمة والمشروبات، وسيتم إغلاق مشارب ماء زمزم.
وتشمل الإجراءات الاحترازية إغلاق المسجد القديم في الحرم النبوي الشريف، بما فيه الروضة الشريفة، وغلق مقبرة البقيع.
وأعلنت السعودية إيقاف العمرة مؤقتاً للمواطنين والمقيمين في المملكة، وذلك بعد إيقافه نهاية الشهر الماضي للقادمين من خارج المملكة؛ ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مسؤول في وزارة الخارجية، الأربعاء الماضي، تأكيده بأنه ستتم "مراجعة هذا القرار بشكل مستمر وإيقاف العمل به متى ما انتفت الأسباب التي دعت إليه".
وأضافت الوكالة نقلاً عن المسؤول: "يأتي هذا القرار الوقائي ضمن التدابير الاحترازية التي دأبت حكومة المملكة على اتخاذها للحد من انتشار وباء فيروس كورونا (19-COVID) ومنع وصوله إلى الحرمين الشريفين اللذين يشهدان تدفقاً دائماً وكثيفاً للحشود البشرية، مما يجعل من مسألة تأمين تلك الحشود أهمية قصوى".
وكانت الرياض علقت الدخول إلى أراضيها لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف بشكل مؤقت للقادمين من الخارج.
كما علقت الدخول إلى أراضيها بالتأشيرات السياحية للقادمين من دول يشكل انتشار فيروس كورونا فيها خطراً، وفق المعايير التي تحددها الجهات الصحية المختصة بالبلاد.
وارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد في السعودية إلى 5، اليوم الخميس، بعد تسجيل ثلاث إصابات جديدة.
وظهر الفيروس الغامض في الصين لأول مرة، في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان (وسط)، لكن بكين كشفت عنه رسمياً منتصف يناير الماضي.