نقلت وكالة “رويترز” عن خبراء ومحللون، الإثنين، إن جماعة الحوثي تسعى من خلال الهجمات العنيفة التي شنتها على عدن عاصمة اليمن المؤقتة إلى اختبار نواحي ضعف التحالف السعودي بعد الانسحاب الإماراتي.
وشنت الجماعة، هجوما صاروخيا الخميس الماضي، على قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العربية المتحدة في المدينة الميناء بجنوب البلاد وأحد معاقل التحالف أودى بحياة 36 جنديا.
وقالت إليزابيث ديكنسون من مجموعة الأزمات الدولية وهي مركز أبحاث ”يبدو أن هناك محاولة لاختبار أين وكيف يمكن تغيير ميزان القوى“.
وكانت الضربة التي استهدفت عرضا عسكريا أسوأ أحداث العنف التي وقعت في عدن منذ اشتباك قوات الانفصاليين الجنوبيين، ومن بينها وحدات الحزام الأمني، مع حكومة منصور عبد ربه هادي المدعومة من السعودية في 2017 في صراع آنذاك على السلطة.
وقال محللون للوكالة ذاتها إن الحوثيين ربما يختبرون نواحي ضعف التحالف بعد أن قلصت الإمارات وجودها العسكري في الساحل الجنوبي والغربي والذي أعلن عنه في يونيو حزيران والذي يبدو أنه جعل الجماعات الإسلامية المتشددة تتجرأ في اليمن وتنفذ هجمات دامية منفصلة على القوات الجنوبية الأسبوع الماضي.
وبحسب الوكالة: يبدو أن الحوثيين يختبرون الأوضاع على الأرض بعد أن سحبت الإمارات بعض القوات والعتاد من المنطقة، وهي الأرض الوحيدة التي سيطر عليها التحالف خلال الحرب والتي للسعودية سيطرة أقل عليها.
ومن المرجح أن تؤدي الهجمات على قوات الأمن الجنوبية إلى تصعيد التوتر بين الانفصاليين الجنوبيين وحكومة هادي حول من يسيطر على جنوب اليمن.
وأحيت الحرب الصدوع القديمة بين شمال اليمن وجنوبه اللذين كانا في السابق دولتين منفصلتين وتم توحيدهما في دولة واحدة في ظل حكم الرئيس علي عبد الله صالح الذي قتل خلال الحرب الحالية.
ويحمل المجلس الانتقالي الجنوبي حكومة هادي مسؤولية المتاعب الأمنية والاقتصادية وحرض على احتجاجات في الماضي. ومما يزيد التوتر أن القوات الجنوبية تعرضت لهجومين خلال يومين أعلن المسؤولية عنهما تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، وهما من بين القوى الكثيرة التي تزعزع استقرار اليمن.
ويوم الخميس دعا المجلس لضبط النفس بعد الهجوم على العرض العسكري والذي أودى بحياة قائد لقوات الحزام الأمني المدعوم من أبوظبي، كان قائدا ضمن الانفصاليين الجنوبيين بعد أن استعمل كثير من أتباعه مواقع التواصل الاجتماعي في تهديد الشماليين في عدن.