توقع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، انسحاب القوات الحكومية ومليشيا الحوثي من مدينة الحديدة شرقي البلاد، خلال أسابيع، معلناً إشغال مراقبين أممين مكان القوات المنسحبة.
وقال المبعوث الأممي في تصريحات صحفية: إنه يتوقع "بدء انسحاب الأطراف المتحاربة في اليمن من الحديدة خلال أسابيع"، لافتاً إلى أن أطراف الصراع "لم تتفق بعد بشأن نشر قوات أمنية في الحديدة بعد الانسحاب".
وأضاف أنه في حال انسحبت قوات الأطراف المتصارعة من مدينة الحديدة فإن "مراقبي الأمم المتحدة مستعدون للانتشار في الحديدة بعد إتمام عملية الانسحاب".
و حض مجلس الأمن الدولي الحكومة اليمنية، ومليشيا الحوثي، على سحب قواتهم من مدينة الحديدة "بأسرع وقت ممكن"؛ وذلك تماشياً مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أربعة أشهر.
وحذر مجلس الأمن، في بيان صدر بالإجماع، من أنه "سيراقب التزام الأطراف بخطط إعادة الانتشار"، بانتظار تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش؛ يحدد فيه ما إذا كانت هذه الأطراف تتمسك بالتزاماتها أم لا.
واتُّفق على إعادة انتشار القوات في الحديدة، في ديسمبر الماضي؛ بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في السويد، وشكّل بارقة أمل لإنهاء الحرب التي دفعت باليمن إلى حافة المجاعة.
وأعرب مجلس الأمن عن "قلقه البالغ" من عدم تنفيذ الاتفاق بعد أربعة أشهر، لكن لم يكن هناك تلويح بفرض عقوبات على أولئك الذين يعرقلون جهود السلام.
يشار إلى أن الأمم المتحدة أعلنت عن اتفاق بشأن الانسحاب على مرحلتين من مدينة الحديدة وموانئها، في فبراير الماضي، لكن إعادة الانتشار لم تتحقق على الأرض، وجهود السلام متوقفة منذ ذلك الحين.
وتشهد البلاد، منذ نحو 5 سنوات، حرباً بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة "الحوثي" المسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.
ومنذ مارس 2015، يدعم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية القوات الحكومية في مواجهة مليشيات الحوثيين، في حرب خلّفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفق الأمم المتحدة.
وتسببت الحرب بتدهور حاد بمنظومات الخدمات الأساسية، خاصةً خدمات المياه والصحة والكهرباء والتعليم وغيرها، فضلاً عن أن 22 مليوناً من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بينهم نحو 3 ملايين نازح داخل البلاد، بحسب تقارير أممية.