انتقد بابا الفاتيكان "فرنسيس"، الحكومات الأوروبية لتقديمها الأسلحة للحرب في اليمن، مشيرا إلى أن ذلك لا يتسق مع محاولاتها وقف الهجرات الجماعية إليها.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين أثناء عودته من المغرب، قال البابا: "أول شيء يجب علينا فعله هو محاولة التأكد من أن الناس ليسوا في حاجة إلى الهجرة بسبب الحرب أو الجوع. ولكن إذا كانت أوروبا بكل كرمها، تبيع الأسلحة إلى اليمن، لقتل الأطفال، كيف يمكن لأوروبا أن تكون متسقة مع نفسها".
وأضاف: "يجب على أوروبا بدلا من ذلك الاستثمار في التنمية التعليمية والاقتصادية بالدول الأكثر فقرا، من أجل وقف الهجرة ليس بالقوة، ولكن بالسخاء"، مشيرا إلى أنه سمع أن هذا ما كانت تدفع المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" باتجاهه.
وأكد "فرنسيس" أنه يدعم الجسور بدلا من الجدران وقال إن "دروس القرن العشرين –بما في ذلك الهجرات الأوروبية القديمة إلى الأمريكيتين وفظائع النازية– يجب أن تدفع الأوروبيين إلى أن يكونوا أكثر ترحيبا"، حسب تعبيره.
وذكّر البابا بأن ضغط الشعبويين سبق أن أسفر عن زرع الخوف (في أوروبا) ومن ثم اتخاذ قرارات مثلت نقطة الانطلاق للدكتاتورية، قائلا: "بالوعود والخوف تقدم هتلر. ونحن نعرف النتيجة، نحن نعرف النتيجة. دعونا نتعلم من التاريخ".
وأبدى "فرنسيس"، الذي وُلد في الأرجنتين لأسرة من المهاجرين الإيطاليين، تفهمه لعدم إمكانية استقبال دولة أوروبية واحدة لجميع المهاجرين، لكنه قال إن "أوروبا بالكامل عليها أن تعيد توزيعهم".
وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية للرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في يناير من العام ذاته، بما فيها العاصمة (صنعاء)، وتت
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما يمثل 75% من عدد السكان.