تناول موقع بلومبرغ الأميركي مقالا في الشأن السعودي بعنوان "عزلة أعمق تحيط بالسعوديين وسط غضب الولايات المتحدة لمقتل خاشقجي".
وفي بداية مقاله، أبرز الكاتب غلين كاري أن رحلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة العام الماضي كانت مليئة بالفعاليات التي يصارع معظم زعماء العالم لتأمينها مثل لقائه ببيل غيتس في منزله، ورحلته إلى مقر شركة أمازون، وزيارته الخاصة إلى حظيرة فيرجين غالاكتيك بصحراء موهافي.
غير أن الكاتب نبه إلى أن مقتل الصحفي السعودي أدى إلى تدمير كل ذلك وجعل ولي العهد الشاب منبوذا وحكومته عاجزة عن إصلاح العلاقات مع أهم شريك خارجي لها، كما جعل رؤيته الكبرى للتنمية الاقتصادية بعيدة المنال بشكل متزايد.
وبدلا من أن يتلاشى، تعزز غضب الكونغرس من دور السعودية في قتل خاشقجي، -وفقا للكاتب- مما ساعد في تأجيج تصويت مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون هذا الشهر لرفض الدعم العسكري للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والإجراء ينتظر تحرك مجلس النواب.
وبالرغم من أن المملكة لا تزال تحظى بدعم قوي من الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه، فإن حكامها يجدون أنفسهم أكثر عزلة في الولايات المتحدة من أي وقت مضى منذ هجمات 11 سبتمبر (2001) عندما كان 15 من المختطِفين الـ 19 من السعودية.
كما يدعو الكونغرس إلى تحقيق في محادثات التعاون بين البلدين بخصوص الطاقة النووية، بينما يهدد بعقوبات جديدة بسبب مقتل خاشقجي.
ومما يفاقم الأمر لولي العهد ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع من أنه دبر حملة لإسكات المعارضين، بما في ذلك الاختطاف والاحتجاز والتعذيب، قبل أكثر من عام من مقتل خاشقجي، وفقا لمسؤولين أميركيين قرؤوا تقارير سرية.
ويأتي العداء المستمر بالكونغرس للسعودية في وقت غير ملائم للمملكة التي تحتاج بشدة إلى استثمارات أجنبية لتحقيق أهداف الأمير بن سلمان الاقتصادية.
وختم الكاتب بما قاله جيمس أم دورسي الباحث بالشرق الأوسط بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة بأنه "كي يصححوا الوضع، يجب على السعوديين أن يكونوا شفافين تماما بشأن قضايا متعددة، بما في ذلك رواية موثوقة عن الأحداث والمسؤولية وما حدث بالضبط" لخاشقجي، وعدا ذلك "فسيخوضون معركة شاقة".