قالت كارين عطية، محرّرة شؤون الرأي في صحيفة "واشنطن بوست"، إن عام الترفيه في السعودية، الذي أعلنه تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، محاولة جديدة من قبل الرياض لطمس آثار جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلاده بإسطنبول، في 2 أكتوبر الماضي.
وأضافت عطية في مقال لها أنه بعد 4 أشهر على الجريمة يحاول النظام السعودي أن يدّعي أنه لم يحدث أي شيء على الإطلاق، فبدلاً من السماح للمحقّقين بالتحقيق بشكل مناسب في جريمة القتل وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، فإن لديه خطة من أجل جلب مشاهير الغناء والفن الأمريكي للمملكة.
وأشارت الكاتبة إلى أن آل الشيخ قد أعلن في مؤتمر كبير أنه يسعى لأن تكون 2019 سنة الترفيه، وأن تكون السعودية واحدة من أفضل 10 وجهات للترفيه في العالم، زاعماً أن العلامات التجارية والشخصيات الغربية تُجري مفاوضات للذهاب للسعودية، مبيّناً أن هناك 100 شريك محلي ودولي يتباحثون من أجل توقيع شراكة طويلة الأجل.
وبيّنت الكاتبة أن الكثير من الأسماء التي أعلنها آل الشيخ نفت أن تكون قد دخلت مفاوضات مع السعودية، بل إن بعضها قال: "إنه لم يسبق له أن سمع بالسعودية أصلاً".
آل الشيخ، كما تقول الكاتبة، سبق له أن كان رئيساً لهيئة الشباب والرياضية في السعودية، وكانت له بعض الصفقات الخارجية؛ منها شراء أندية رياضية في مصر، قبل أن تحدث ردّة فعل كبيرة تجاه تصرفاته هناك، ما استدعى قيام جماهير أحد الأندية الكبيرة في القاهرة بالهتاف ضده.
ونقلت الكاتبة عن أحد المصادر المقربة من تركي قولها إنه لديه سمعة خارجية كبيرة في عدم الإيفاء بتعهداته المالية في التعاملات التجارية.
وترى الكاتبة أن ولي العهد، محمد بن سلمان، يسعى لاستخدام وسائل الترفيه من أجل الحصول على دعم الشباب، الذين تصل نسبتهم إلى نحو 70% من مجموع سكان البلاد.
وهذا الأسبوع قدّمت ماريا كاري، المغنية الأمريكية المعروفة، حفلاً فنياً في الرياض، حيث نُقلت بطائرة خاصة تمت تهيئتها من قِبل السفير السعودي في واشنطن، خالد بن سلمان.
وسبق لكاري أن غنّت لأفراد من عائلة الزعيم الليبي معمر القذافي، وقالت بعد ذلك إنها شعرت بالحرج من سلوكه، كما أنها غنّت لرئيس أنغولا السابق.
ولفتت عطية إلى أن "الفنانين العالمين الذين يرغبون بتلبية دعوة بن سلمان دون استخدام تلك المنصات للتحدث بصوت عالٍ عن السعوديين الأبرياء إنما يساعدون النظام السعودي على المزيد من إجراءات القمع".
وقالت إن هذه الخطوات لم تعد مقتصرة على السعوديين؛ فقد أجبر النظام "شبكة نتفليكس" على حذف إحدى حلقات برنامج الممثل الكوميدي حسن منهج، التي انتقد فيها ولي العهد.
المفارقة المأساوية في كل هذا، بحسب عطية، هو أن خاشقجي كان من المحتمل أن يحتفل ببعض هذه المبادرات الترفيهية لو لم يُقتل، وربما لو كانت الناشطة لجين الهذلول حرة لكانت استمتعت بحفلة كاري.
وطالبت عطية الفنانين الغربيين البقاء بعيداً وعدم تلبية دعوات الرياض، لأن العدالة في المملكة بالعديد من الجرائم الشنيعة لم تتحقق.