طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم السعودية بالسماح لمراقبين مستقلين دوليين بالوصول إلى ناشطات حقوق إنسان سعوديات معتقلات منذ مايو الماضي للتأكد من سلامتهن.
وأعلنت المنظمة في بيان لها أنها تلقت في 28 نوفمبر الماضي تقريرا من "مصدر مطلع" يشير إلى تعرض ناشطة حقوقية للتعذيب، وأنه بالاستناد إلى مصادر مختلفة فإن تعذيب الناشطات قد يكون مستمرا.
وتحدثت المنظمة عن "الأكاذيب المستمرة" من الرياض منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مطالبة السعودية "بالتحقيق فورا وبشكل موثوق في ادعاءات سوء المعاملة أثناء الاحتجاز ومحاسبة أي أشخاص متورطين في تعذيب أو سوء معاملة المحتجزين".
وقد نفت الرياض في 23 نوفمبر الماضي ما راج من معلومات عن تعرض ناشطين سعوديين -بينهم نساء- أوقفوا في إطار حملة شنّتها السلطات هذا العام، لتحرّش جنسي وتعذيب أثناء استجوابهم، مؤكدة أنها تقارير "لا أساس لها".
تتزامن دعوة هيومن رايتس ووتش مع ما كشفت عنه وكالة رويترز أمس الخميس من أن سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي، أشرف شخصيا على تعذيب ناشطة وهددها بالاغتصاب والقتل، في حين تولى مساعدوه تعذيب نساء أخريات والتحرش بهن.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن مجموعة من الرجال عذبوا تلك الناشطة وثلاث ناشطات أخريات من خلال التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد في الفترة بين مايو وأغسطس الماضيين في منشأة احتجاز غير رسمية في جدة.
وأفادت المصادر بأن القحطاني كان داخل الغرفة عندما تعرضت إحدى المحتجزات للتحرش والصعق بالكهرباء، وأنه هددها بالتعرض للاغتصاب والقتل.
يشار إلى أن السلطات السعودية شنت في مايو الفائت حملة اعتقالات طالت 17 ناشطا في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، خصوصا نساء كنّ ينشطن في سبيل نيل المرأة الحق في قيادة السيارة وإنهاء ولاية الرجل عليها.
واتهمت السلطات السعودية الناشطين بـ"الإضرار بمصالح المملكة العليا وتقديم الدعم المالي والمعنوي لعناصر معادية في الخارج"، في حين اتهمتهم وسائل إعلام موالية للحكومة بأنهم "خونة" و"عملاء للسفارات"، ومن بينهم الناشطات لُجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة اليوسف.