أحدث الأخبار
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد

الحرية.. الحياة بلا رصاص!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-07-2018

كتب ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: «إن الإنسان كائن مدني بالفطرة كما هو كائن اجتماعي» ولو قدر له أن يعيش في أيامنا هذه لكتب أن الإنسان كائن عدواني لا يطهره من عدوانيته سوى الحرية! لذلك يعملون على قمع الحريات، والحقيقة أنه ليس هناك فرق بين الرصاصة التي تغتال الجسد والرصاصة التي تغتال الحرية!

إن هذا التقدم التقني سيزيد الحروب فظاعة! لم تعد الرصاصة تقتل اثنين كما قال شاعر إسبانيا (لوركا)، كما لم يعد الرصاص هو سلاح القتل الوحيد، فها هي الأيام تكشف لنا يومياً عن استراتيجيات توظيف الدين مرافعة باتت مضمونة لبلوغ أهداف مشبوهة وخدمة مصالح دول ومنظمات، عن طريق إشاعة الفوضى والقتل بالسيارات المفخخة والأجساد الشابة المزنرة بالديناميت واقتحام المساجد والكنائس وإثارة الفتن والفوضى في المجتمعات الآمنة.. إنها البلطجة والقتل والتخريب باسم الدين وعبر أموال تضخها دول مستقلة وذات سيادة!

إن ظاهرة توظيف الدين والولاء للمذهب لنشر الدمار والفوضى والتخلف، تقود إلى حقيقتين:

الأولى: هو تحول الدين إلى واحد من أوسع الأدوات والآليات استخداماً وتوظيفاً في شن الحروب المعاصرة وإذكاء نيرانها وإبقائها مشتعلة على الدوام، ولذلك فإن علينا أن نفصل تماماً بين الدين من حيث هو عقيدة وشريعة نقية منزلة من عند الله وبين من يتحدث بها.

أما الحقيقة الثانية التي علينا وعلى أي منهج نقدي أن نؤكدها ونعمل على تكريسها إذا أردنا مراجعة الموروث وتنقيته مما علق فيه عبر عصور الانحطاط والكوارث الحضارية التي مررنا بها، فهي أن التنزيه عن الخطأ واعتبار الشخص معصوماً وعلى صواب دائماً أمر يتنافى مع المنطق والطبيعة الإنسانية التي تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، هذا الأمر ينطبق على العلماء، كما على المفكرين والفلاسفة، دون أن يقلل ذلك من احترامهم وتقدير العلم الذي يحملونه.إن المتاجرين بالدين أو الذين يوظفون الدين لخدمة مصالحهم أو مصالح جماعات ينتمون إليها أو لخدمة دول صاحبة مخططات ومشروعات هيمنة معروفة في منطقتنا العربية وفي مناطق كثيرة من العالم، هؤلاء يناسبهم ويخدمهم ويسهل أمر تفشي مخططاتهم التبعية العمياء لهم من أحزاب وعصابات وأفراد محكومين بمنطق التبعية والجهل وبيع الولاءات، وقبل ذلك الكفر بحرية التفكير والرأي والنقد. إنه لو قدر لابن خلدون أن يكتب مقدمته في زماننا هذا لكتب أن الإنسان كائن مستلب دينياً، ولا ينقذه سوى الوعي وإعمال العقل وتغليب المنهج النقدي وإشاعة الحريات.