أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

سوق اللغة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 13-07-2018

ينقل الدكتور أحمد بن نعمان في كتابه «مستقبل اللغة العربية» عن الباحث جورج الكافوري قوله: «اللغة ترتقي بارتقاء أهلها وتنحط بانحطاطهم، وما بلغت العربية غاية الرقي التي وصلت إليها إلا في أوج قوة الأمة العربية ونهضتها ورقيها السياسي والعلمي والاقتصادي».

ويذكر الكافوري أن إقبال الأوروبيين على العربية وتعلمها، أثار خشية بعضهم من أن تتغلب على لغتهم وتحل محلها. ومن ذلك ما ذكره أسقف قرطبة في حينه: «إن اللغة العربية قد فتنتنا بعذوبة ألفاظها وبلاغة إنشائها، ولا تكاد تجد فينا من يقرأ الكتب المقدسة باللغة اللاتينية، وجميع شبابنا الأذكياء لا يعرفون غير لغة العرب، فكلما قرؤوا كتبهم ودرسوا آدابهم ازدادوا إعجاباً بهم، فإذا حدثتهم عن كتاب من كتب اللاتينية سخروا منه، وقالوا إن الفائدة منه لا تساوي التعب في قراءته». 
 
ولعل واقع اللغة العربية اليوم هو عكس ما كان عليه في السابق، حيث أصبحت اللغة الأجنبية تتغلب عليها في معظم المجالات، وأخطرها مجال التعليم، رغم الأبحاث والدراسات الكثيرة التي أوضحت بجلاء أن النهضة العلمية والفكرية والصناعية لا تتحقق لأي أمة إلا من خلال التعليم بلغتها القومية، أي في مناخ اللغة الوطنية وثقافتها. وقد حدث ذلك في أغلب الدول التي نهضت وتطورت، سواء ألمانيا أو فرنسا أو الدول الاسكندنافية أو اليابان أو الصين أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية أو سنغافورة.. إلخ. وهذه الدول جميعاً تنفق ميزانيات ضخمة في سبيل الترويج للغاتها القومية، ففرنسا مثلاً ألغت ديوناً لها بقيمة 16 مليار دولار على البلدان الأفريقية الخمسة والثلاثين الأكثر فقراً، مقابل استمرار هذه الدول في ضمان الدور المتفوق للغة الفرنسية. وألمانيا لديها قسم لترويج اللغة الألمانية يخصص نحو نصف ميزانية الثقافة لدعم اللغة الألمانية. كما تستخدم أميركا خَمس هيئات مختلفة للترويج للغة الإنجليزية. وأدت جهود اليابان إلى رفع قيمة لغتها في سوق اللغات العالمية.

ولا تزال المكانة البارزة التي أحرزتها اللغة الإنجليزية في العالم من دون منازع حتى الآن، إذ أصبحت اللغة المهيمنة على المطبوعات العلمية، واللغة الرئيسة للمنظمات الدولية ووسائل الإعلام، بل تشكل سوقاً جذابة لصناعة كاملة: ناشرين، ومدارس لغات، ومناهج تعليمية، ومواد سمعية وبصرية، ومنتجي برامج تعلم اللغة.. إلخ، وتتحقق من وراء ذلك مكاسب مالية هائلة ربما تضاهي عائدات الإنتاج النفطي في العديد من الدول. كما تتحمل وإيرلندا، وهي أفقر دولة أوروبية، نفقات كثيرة للحفاظ على اللغة الإيرلندية، باعتبارها رمز الهوية الوطنية للبلاد.

كثيرون اليوم أصبحوا مولعين باللغة الأجنبية على حساب لغتهم الوطنية، حتى أصبح بعض الشباب الأذكياء لا يعرفون غير اللغة الأجنبية ولا يفكرون إلا بها، وكلما قرأ أحدهم كتاباً باللغة العربية قال إن «الفائدة منه لا تساوي التعب في قراءته».

وهكذا نسي العرب لغتهم العربية ووقعوا في فخ «اللغة الأجنبية»، وهو أمر دفع البعض للانحراف وأوقعه في شباك التطرف، بعد أن فهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بصورة خاطئة.

واللغة، حسب الفيلسوف الألماني «فيخته»، تؤثر في الشعب وتأثيرها لا حد له، إذ يمتد إلى التفكير والإرادة والعواطف. والتأثير الذي تحدث عنه «فيخته» هو الذي أوجد أمة عربية مترابطة، رغم أنها لا تمثل كياناً سياسياً موحداً، لكنها (حسب الكاتب أحمد بهاء الدين) كيان حضاري لديه فرصة نادرة لجعل لغته قوة حقيقية وسلاحاً من أقوى الأسلحة في كل معاركه، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية.. ووسيلة خلاّقة للمنافسة في المضامير العالمية.