اختطفت السلطات السعودية اليوم الخميس، الداعية الإسلامي سفر الحوالي واثنين من أبنائه واقتادهم إلى جهة غير معلومة.
وقال نشطاء سعوديون من بينهم حساب "معتقلي الرأي" على موقع "تويتر"، إنه "تأكد لنا اعتقال الباحث والمفكر الشيخ سفر الحوالي واثنين من أبنائه هما عبد الرحمن وعبدالله، بعد أيام قليلة من إصداره كتاب "المسلمون والحضارة الغربية" الذي وجه فيه النصح لآل سعود وهيئة العلماء".
وأفاد نشطاء بأن السلطات السعودية اقتحمت منزل الداعية الحوالي فجر الخميس، بعد أن قامت باعتقال أبنائه مساء الأربعاء.
وأضاف حساب "معتقلي الرأي" في تغريدة أخرى، أن "اعتقال الشيخ سفر الحوالي تصعيد خطير ويكشف أمام الرأي العام حقيقة السلطات السعودية التي لم تكترث أبداً لسنّه ولا لمرضه و إصابته بالجلطة الدماغية، فاعتقلته بطريقة سيئة بعد دهم منزله وتقييده!".
وأكد أن الاعتقال جاء "بسبب كشفه لحجم الانتهاكات التي تمارسها تلك السلطات في سياساتها الداخلية والخارجية، ليكون السجن ثمناً للنصائح التي ذيّل بها الشيخ كتابه".
يشار إلى أن الداعية الحوالي (68 عاماً) قد نشر كتاباً بعنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، تحدث فيه عن المليارات التي أنفقتها السعودية ودول الخليج على الولايات المتحدة خلال زيارة دونالد ترامب الرياض منتصف عام 2017.
وآثار هذا الكتاب حفيظة السلطات السعودية، حيث هاجم الداعية الحوالي فيه سياسات الحكومة السعودية، التي "تنفق" المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين.
وفي الكتاب ذاته، وصف الحوالي دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولايات المتحدة، وأنها مستعدة لتحقيق مطالب اليهود، وقال أيضاً: "ولا أظن أحداً من المراقبين السياسيين، أو من أهل النظرة الثاقبة، يشك في أن السيسي والإمارات ومحمود عباس خاضعون بشكل ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكام".
منظمة "هيومن رايتس ووتش" كانت قد استنكرت حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السعودية ضد عدد من الدعاة وقادة الرأي والناشطين، وهو ما كان قد كشفه حساب "معتقلي الرأي" ثم أكدته الحكومة السعودية.
وتقول مديرة قسم الشرق الأوسط سارة ليا ويتسن، في المنظمة الدولية إن جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد والمجتمع في السعودية "لا بد أن تفشل إذا كان نظام العدالة يحتقر سيادة القانون عبر الاعتقالات والعقوبات التعسفية".