أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن «الوحدة»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-05-2018

تقول الكاتبة والناقدة البريطانية أوليڤيا لاينغ من خلال كتابها (المدينة الوحيدة): «بإمكانك أن تكون وحيداً في أي مكان، ولكن هناك نكهة خاصة للوحدة حين تكون في مدينة ومحاطاً بملايين البشر، إن هذا الحضور المادي لهذه الملايين البشرية لا يصنع الألفة، كما أنه لا يكفي لتبديد الشعور الداخلي بالعزلة»!

الوحدة ليست في انتفاء البشر حولك ولكنها تتجسد في أقصى تجلياتها حين تنعدم حالة العلاقة أو القرب أو الحب بينك وبين الآخرين، ما يعني تراكم التعاسة في داخلك تدريجياً دون أن تشعر، تماماً كما يتراكم الغبار على عدسات النظارات أو الصدأ على قضبان النحاس، إنه هناك وموجود وبكثافة لكننا لا نراه ولم ننتبه كيف تراكم بهذا المقدار!

إشكالية الإنسان المعاصر مع الوحدة تكمن في المدينة المعاصرة الضخمة الشاسعة المتداخلة، التي اختارها للسكن بكل السرديات المعقدة لأسلوب العيش فيها، كما تكمن في الاتجاه المغرق في الفردانية الذي اختاره لتصريف حياته، في مساحة الحرية الشخصية التي طالب بها وأمعن في التمسك بها، في الأخلاقيات ومنظومة القيم المدنية التي اخترعها ونسّق مساراتها لتتناسب مع بعضها ومع مصالح معيشته، هذا كله أسطر الوحدة وجعلها رعباً حداثياً مقيماً في كل مكان وغير مرئي وسط الحشود تماماً كغبار متراكم على عدسات نظاراتنا الملقاة بإهمال على الطاولات في غرف المعيشة!

ولأننا أمعنا في الاعتزاز بشخوصنا وإنجازاتنا الصغيرة، وأمعنا في وحدتنا، صار من الصعب على كثيرين الاعتراف بالوحدة باعتبارها مرضاً يستدعي العلاج، أو البحث الجاد لتحديد أسبابها والعمل الجاد أيضاً للاستشفاء منها؛ لأن قبولها والتعايش معها قد يقود لنتائج وخيمة على البعض، ولعلّ ظاهرة الانتحار في كثير من بلاد الغرب واحدة من تجليات هذه النتائج، بينما شهدت بنفسي رجالاً ونساءً دخلوا في الوحدة وانتهوا إلى الصمت والمرض والتلاشي!

بينما تحولت الوحدة عند كثير من الكُتاب والرسامين إلى شكل من أشكال الإلهام فأبدعوا حتى ماتوا مبكراً، ڤرجينيا وولف واحدة من أشهر هؤلاء، وفرانز كافكا، والرسام الأميركي إدوارد هوبر الذي تستعرض الكاتبة في كتابها العديد من لوحاته التي عُدت مجالاً رحباً لدراسة ظاهرة الوحدة في مدينة الوحدة «نيويورك» الضاجة بالبشر والثقافة والمال والفن والأسواق واللاعلاقات حقيقية!