ناقش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وغاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره، خطة السلام في الشرق الأوسط ومستقبل الصراع بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي يطلق عليها اسم "صفقة القرن".
ووصل ولي عهد السعودية إلى العاصمة الأمريكية، الثلاثاء، في زيارة تستمر ثلاثة أسابيع، وقد التقى الرئيس دونالد ترامب، الذي قال خلال اللقاء، إن الرياض دولة ثرية، وإنها ستعطي بلاده جزءاً من هذه الثروة.
وقالت قناة "العربية" السعودية، الأربعاء، إن ولي عهد البلاد ناقش خلال اللقاء، الذي حضره أيضاً جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، تطوّرات عملية السلام في الشرق الأوسط.
وهذا هو اللقاء الأول بين بن سلمان ومسؤولي واشنطن بعد إعلان ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال في ديسمبر الماضي. وقد استبقه بحديث لقناة "سي بي إس" الأمريكية، قال فيه إنه لا يحب التركيز على الأمور التي تثير التوترات، وإنه متفائل بالسلام مع إسرائيل.
وتؤكد تقارير صحفية وجود بن سلمان وكوشنر في قلب "صفقة القرن"، التي يسعى الرئيس الأمريكي من خلالها لتصفية حق الفلسطينيين في أرضهم وشرعنة تهويد القدس المحتلة.
ويسابق الأمير السعودي الشاب، المسيطر عملياً على زمام المملكة، الزمن لتهيئة أجواء التطبيع مع دولة الاحتلال، وهو يسخّر آلته الإعلامية والدينية والسياسية لهذا الغرض بغية إرضاء واشنطن.
وزار الرئيس الأمريكي العاصمة السعودية في مايو 2017، وحصل خلال هذه الزيارة على أكثر من 450 مليار دولار في شكل عقود وصفقات، فضلاً عن هدايا تصل قيمتها إلى نحو نصف مليار دولار، بحسب الصحف الأمريكية.
وتشير تسريبات إلى تعرُّض الرئيس الفلسطيني لضغوط كبيرة من عواصم عربية هامة للقبول بالصفقة، التي يقول الفلسطينيون إنها منحازة إلى المحتل.
ويجهز بن سلمان لإطلاق مشروعه الاستثماري الكبير، المعروف باسم "نيوم"، والذي سيقام على مساحة واسعة من الأراضي السعودية والمصرية والأردنية. ويقال إن الإسرائيليين سيكون لهم حضور كبير فيه.
ويواجه كوشنر اتهامات كبيرة بتوتير الأوضاع في منطقة الخليج العربي، وأنه يعمل على إشعال الأزمة الخليجية؛ لإرضاء بن سلمان، الذي تجمعه به صداقة، أساسها المصالح السياسية.