قال السعودي أمين عام رابطة العالم الإسلامي السعودية محمد العيسى إن "الهولوكوست" جريمة نازية "هزت البشرية في العمق وأسفرت عن فضائع يعجز أي إنسان منصف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها"، على حد قوله.
وزعم أن الرابطة "لا تعرب عن وجهات نظرها إستنادا إلى أية أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة"، على حد زعمه، فالإسلام "يحمي الأبرياء ويحاسب كل من يعتدي أو يقتل نفسًا بريئة ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً".
ولكن السعودي العيسى لم يتحدث عن دماء العرب والمسلمين وعشرات المذابح التي ارتكبتها إسرائيل والتي تدينها منظمات إسرائيلية والأمم المتحدة وتعترف بها كثير من دول العالم وتندد بها.
وأوضح المشرف العام على الإعلام في رابطة العالم الإسلامي عادل الحربي أن ذلك جاء في رسالة بعثها الأمين العام إلى مديرة المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة الأميركية سارة بلومفيلد بمناسبة مشاركة الرابطة في مؤتمر "التصدي للعنف المرتكب باسم الدين" الذي تنظمه الخارجية البريطانية في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع المقبل؛ بمناسبة الذكرى السنوية لمحرقة (الهولوكوست).
وأضاف الحربي أن "الرابطة تؤكد عبر مشاركتها في هذا التجمع الدولي أن "الهولوكوست" جريمة بحق الانسانية ومن الخطأ تبرير واقعتها الشنيعة أو التقليل من شأنها كجريمة ارتكبتها النازية بحق الانسانية جمعاء فالنفس البشرية واحدة في الحرمة والكرامة، مبيناً أن الرابطة لا تنطلق في كافة مواقفها من ابعاد سياسية مطلقاً بل على أسس شرعية معتدلة ومنطقية، خصوصا عندما نعلم بشاعة الجريمة التي تستهدف نازيتها عرقاً او ديناً بعينه أياً كانت الذرائع والتأويلات".
وتابع بالقول: "الرابطة تستشعر بهذه المشاركة الدولية مكانتها المهمة كمنظمة دولية ممثلة للشعوب الإسلامية؛ تسعى في مبادراتها وحوارتها العالمية إلى بيان رسالة الإسلام الصحيحة ضد التطرف ونشر قيمه الوسطية المعتدلة التي أرادها الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين وفي سياق ذلك قول كلمة الحق المجردة".
وتجري في هذا اليوم من كل عام، مراسم لإحياء الذكرى السنوية للمحرقة في دول مختلفة حول العالم، وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذه المناسبة بالعمل ضد الكراهية والتمييز وحماية حقوق بني البشر كافة.
وجاء في بيان أصدره ترامب عشية اليوم العالمي لإحياء ذكرى "الهولوكوست" أن الولايات المتحدة مدينة بديْن للناجين من براثن الوحش النازي والذين بقصصهم يزودونا بالقوة لمحاربة التعصب واللاسامية ومظاهر العنصرية والتمييز.
يشار أن الرابطة التي يصل عمرها إلى عقود لم يسبق أن اهتمت بهذه المسائل، الأمر الذي دفع ناشطين للتساؤل عن توقيت بعث "الاعتبارات الإنسانية" في نفوس مقربين من الحكومة السعودية الآن؟!