أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

صفحات من نار وغضب

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 09-01-2018


الخلافات تكشف الفضائح، بعد رحيل بانون المفاجئ عن البيت الأبيض بدأت تتكشف حقيقة الخلافات بينه وبين الرئيس وأسرته، وبات واضحاً أن ترمب اختار الانحياز لصهره كوشنر على حساب بانون. حاول الأخير الإبقاء على وهم تأثيره على ترمب في تصريحات مختلفة ولكن المراقب للوضع كان واضحاً لديه أن بانون أصبح خارج اللعبة هو وفريقه من اليمين المتطرف، هذا طبعاً لا يعني أن البيت الأبيض أصبح فجأة خالياً من المتطرفين، هو فقط فريق آخر يقوده كوشنر بمسحة صهيونية كسنجرية وبخبرة محدودة وقرب أكبر لشخص ترمب، وكنوع من الانتقام أو ربما محاولة تعظيم خطره في عين إدارة ترمب يبدو أن بانون أوعز إلى مايكل وولف الصحفي الذي تسكع في أروقة البيت الأبيض بلا حسيب ولا رقيب وبمباركة من ترمب وتزكية من بانون بأن ينشر نتاج ما تجمع لديه من قصص وحكايات من البيت الأبيض، وهكذا وبسرعة البرق نشر الكتاب وخلال أيام أصبح في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة.
خلال تصفح الكتاب تلاحظ أنه أعد على عجل، حتى إخراجه وطريقة طباعته لا توحي بأن الكثير من الوقت بذل في الشكل النهائي، ولغة الكتاب لا تعدو عن كونها تجميعاً لمختلف القصص المتوافرة لدى الكاتب وكتابتها في سياق مناسب، ويلاحظ أن بانون يبدو وبشكل خفي بطلاً في القصة وكأنه من صنع ترمب وحاول المحافظة على خطه، وغلف ذلك ببعض السرديات النقدية لبانون حفاظاً على المصداقية، كما تجد تركيزاً كبيراً على السعودية ومحمد بن سلمان وغياباً للإمارات ومحمد بن زايد والعتيبة خاصة في الفصل السابع عشر الذي خصصه الكاتب للعلاقات الخارجية مع تركيز كبير على زيارة الرياض ما يشير إلى رغبة بانون عدم إغضاب أبوظبي التي تربطه بحكامها علاقات خاصة.
وعلى الرغم من كل ذلك يحتوي الكتاب على إشارات مهمة لطبيعة اتخاذ القرار في بيت ترمب الأبيض خاصة ما يتعلق بفوضوية القرارات والمواقف والأسلوب الارتجالي في تحديد الاتجاه وإعادة التوجيه، ويؤكد الكتاب على أن غرام ترمب بالشخصيات القوية هو ما دفعه لدعم السيسي وبن سلمان وغيرهم، وأن ترمب ليست لديه رؤية حقيقية تجاه المنطقة سوى أنه يريد تحقيق صفقات كبيرة وبشكل سريع لا يتفق مع طبيعة العلاقات الدولية وأن هناك من زعماء المنطقة من فهم طريقته في التفكير ووظفها لتحقيق مآربه.
ولكن ماذا بعد، هل سيكون لهذا الكتاب أثر في سياق واشنطن المضطرب؟ ردة فعل ترمب العنيفة على الكتاب وكاتبه ربما كانت نتيجة لنرجسيته التي لا تقبل أن يتكلم عنه أحد بهذه الطريقة، ولكن قلقه من أثره كان واضحاً ما دفعه إلى الضغط على بانون لتقديم اعتذار عبر توجيه داعميه لسحب دعمهم عنه، اعتذر بانون ولكن الكتاب على الأرفف والكاتب يجول ويصول على شاشات التلفزة لمناقشة مادته، وتذكر المحاولات التي قام بها ترمب لحجب الكتاب بتلك التي قام بها نيكسون تجاه التحقيق الصحفي حول فضيحة ووتر جيت، لا أظن السياق نفسه، لكن القلق الذي يعتلي ترمب هو بلا شك ذلك الذي رسم الشهور الأخيرة في رئاسة نكسون.;