أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

نحن والبحر..جيران!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-01-2018


في طفولتنا وسنيّ مراهقتنا الغضّة نتذكّر جميعاً أن خيارات اللهو ومتع قضاء الوقت كانت محدودة حين نصنفها بحسب معايير واقعنا الحالي، فبحسب هذه الأيام يمكنك أن تمضي وقتاً ممتعاً حتى وأنت في سريرك منذ أن تصحو من نومك صباحاً، وحتى تعود لسريرك في أي ساعة من ساعات الليل، أما إذا خرجت من بيتك فالخيارات أكثر من أن تعد.

في المقابل كان علينا كأطفال وحتى بعد أن تجاوزنا الطفولة أن نصحو باكراً، لأن طلوع الشمس وأنت نائم كارثة بالنسبة لوالدتك التي أفاقت باكراً على صوت أذان الفجر، وعليك أن تصحو وإلا..!!

لا تظن أن هناك ما ينتظرك إذا صحوت، فلا شيء في انتظارك فعلاً، إنها هي ذاتها تفاصيل الأمس التي غفوت وأنت تعدها متبرماً، الأزقة، الرفاق الغارقون في عشق اللعب والتسكع، البحر بنوارسه وقواقعه، وأصوات النساء، وروائح الطعام الذي بعد الغداء، ومدرسة القرآن التي ستذهب إليها عصراً، لا شيء آخر، لكنك أنت من عليه أن يجد شيئاً ما بين تفاصيل هذا المشهد اليومي المتكرر والرتيب، شيئاً من اللهو والعبث لتمضية نهار طويل بلا مدرسة، إذا كنت لم تُسجل في المدرسة بعد!

كنا نصحو من النوم، نفتح الأبواب الخشبية لأفنية البيوت الصغيرة المتراصة، وننطلق إلى البحر، كسهام غادرت على عجل قوس محارب نزق، كان البحر ملهاتنا، والمتواطئ أبداً مع طفولتنا، يوفر لنا كل وسائل اللعب معه، يجلب النوارس لنلاحقها لمسافات بينما الصبية يتدبرون طرائق لاصطيادها، يرمي بالقواقع والأصداف الملونة لنجمعها ونلهو بها، تقذف مياهه بقايا ومخلفات غريبة لسفينة غرقت منذ عدة أيام فنظل نجمعها لنلعب بها لاحقاً بعد أن تجفّ، وكنا نفكر جماعياً كيف يمكننا الهرب من درس القرآن عصراً!

أطفال مدن البحر يصعب إغلاق الأبواب عليهم، عقدوا أحلافاً مع الريح والماء والمراكب والزبد، لذلك ترتاح الأمهات من عبء ضجيجنا في المنازل، يتفرغن لإعداد الطعام، والاهتمام بشؤون المنزل والعائلة، يكنّ مطمئنات لأننا بصحبة البحر وبوجود رجال الحي الذين لن يتأخروا في مساعدتنا إذا حدث طارئ ما، فمنطق العائلة كان سائداً على الدوام، لا شيء مما كان بقي على حاله، لكن البحث عن المتع التي تغزل من الوقت معاطف تقي الإنسان من كآبة الوقت تحول لواحد من أكبر تحديات إنسان اليوم في مدن الحداثة البراقة!