أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

نحن والبحر..جيران!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-01-2018


في طفولتنا وسنيّ مراهقتنا الغضّة نتذكّر جميعاً أن خيارات اللهو ومتع قضاء الوقت كانت محدودة حين نصنفها بحسب معايير واقعنا الحالي، فبحسب هذه الأيام يمكنك أن تمضي وقتاً ممتعاً حتى وأنت في سريرك منذ أن تصحو من نومك صباحاً، وحتى تعود لسريرك في أي ساعة من ساعات الليل، أما إذا خرجت من بيتك فالخيارات أكثر من أن تعد.

في المقابل كان علينا كأطفال وحتى بعد أن تجاوزنا الطفولة أن نصحو باكراً، لأن طلوع الشمس وأنت نائم كارثة بالنسبة لوالدتك التي أفاقت باكراً على صوت أذان الفجر، وعليك أن تصحو وإلا..!!

لا تظن أن هناك ما ينتظرك إذا صحوت، فلا شيء في انتظارك فعلاً، إنها هي ذاتها تفاصيل الأمس التي غفوت وأنت تعدها متبرماً، الأزقة، الرفاق الغارقون في عشق اللعب والتسكع، البحر بنوارسه وقواقعه، وأصوات النساء، وروائح الطعام الذي بعد الغداء، ومدرسة القرآن التي ستذهب إليها عصراً، لا شيء آخر، لكنك أنت من عليه أن يجد شيئاً ما بين تفاصيل هذا المشهد اليومي المتكرر والرتيب، شيئاً من اللهو والعبث لتمضية نهار طويل بلا مدرسة، إذا كنت لم تُسجل في المدرسة بعد!

كنا نصحو من النوم، نفتح الأبواب الخشبية لأفنية البيوت الصغيرة المتراصة، وننطلق إلى البحر، كسهام غادرت على عجل قوس محارب نزق، كان البحر ملهاتنا، والمتواطئ أبداً مع طفولتنا، يوفر لنا كل وسائل اللعب معه، يجلب النوارس لنلاحقها لمسافات بينما الصبية يتدبرون طرائق لاصطيادها، يرمي بالقواقع والأصداف الملونة لنجمعها ونلهو بها، تقذف مياهه بقايا ومخلفات غريبة لسفينة غرقت منذ عدة أيام فنظل نجمعها لنلعب بها لاحقاً بعد أن تجفّ، وكنا نفكر جماعياً كيف يمكننا الهرب من درس القرآن عصراً!

أطفال مدن البحر يصعب إغلاق الأبواب عليهم، عقدوا أحلافاً مع الريح والماء والمراكب والزبد، لذلك ترتاح الأمهات من عبء ضجيجنا في المنازل، يتفرغن لإعداد الطعام، والاهتمام بشؤون المنزل والعائلة، يكنّ مطمئنات لأننا بصحبة البحر وبوجود رجال الحي الذين لن يتأخروا في مساعدتنا إذا حدث طارئ ما، فمنطق العائلة كان سائداً على الدوام، لا شيء مما كان بقي على حاله، لكن البحث عن المتع التي تغزل من الوقت معاطف تقي الإنسان من كآبة الوقت تحول لواحد من أكبر تحديات إنسان اليوم في مدن الحداثة البراقة!