اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بتهجير أكثر من 150 ألف شخص من أهالي قرى وبلدات دير الزور شرق سوريا، معتبرا أن هذه الخطوة تخدم النظام السوري. في وقت حذر الائتلاف السوري المعارض من أن مدينة حلب شمال سوريا باتت مطوقة، وأن قوات النظام تستعد لاقتحامها، معتبرا «أن ثمة تكاملا واضحا بين جيش الأسد وحليفه داعش اللذين يسعيان بتوقيت زمني واحد للسيطرة على المناطق المحررة دون حدوث أدنى اشتباك بين الطرفين». وأحصت لجان التنسيق المحلية سقوط 16 قتيلا بالقصف المدفعي وغارات البراميل المتفجرة بينهم 11 في حلب، وقتيلان في كل من درعا وإدلب، وقتيل في دمشق.
وقال المرصد في بيان، «إن داعش لم يسمح حتى الآن بعودة سكان بلدتي خشام التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 15500 نسمة وطابية جزيرة البالغ عدد سكانها نحو 15 ألف نسمة في ريف دير الزور الشرقي والذين هجرهم في 23 يونيو الماضي، كأحد شروط قبول توبتهم بعد قتالهم التنظيم»، وأضاف «إن داعش هجر أيضا أهالي الشحيل (المعقل السابق لجبهة النصرة) البالغ عددهم اكثر من 30 ألف نسمة، وذلك بعد مبايعة فصائل وأهالي المدينة للتنظيم في الثاني من يوليو الجاري»، وذكر أن الأهالي لجأوا إلى قرى وبلدات مجاورة، بعضهم لا يزال يفترش العراء وسط ظروف قاسية من ارتفاع درجات الحرارة ونقص في الأغذية والمياه».
وعلى صفحة تم استحداثها تحت اسم «الشحيل تستغيث» على موقع «فيسبوك» وانضم إليها حتى الآن اكثر من 1200 شخص، كتب ناشطون «كلاب داعش من شدة خوفهم من الشحيل، اشترطوا أن يتم تهجير كل من في المدينة إلى خارجها لكي يستطيعوا أن يدخلوها. ومن شدة خوفهم أيضا وجبنهم دخلوا في مدرعات ودبابات ولم يدخلوا في سيارات عادية». وتم تناقل شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر، رجالا بينهم وسطاء واعيان تولوا التفاوض على ما يبدو مع التنظيم يقومون بتبليغ الأهالي بشروط «داعش» ومن بينها تسليم كل السلاح الموجود في البلدة ابتداء من المسدسات، ثم خروج الأهالي لمدة سبعة إلى عشرة أيام من المدينة حتى يشعروا (التنظيم) بالأمان»، فتتم عودة الأهالي.
من جهة ثانية، اعلن الائتلاف السوري المعارض أن حلب باتت مطوقة، مشيرا إلى استعدادات قوات النظام لاقتحامها، وذلك بعد أيام من سيطرة «داعش» على دير الزور، وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف لؤي صافي «ثمة تكامل واضح بين جيش الأسد وحليفه داعش اللذين يسعيان بتوقيت زمني واحد للسيطرة على المناطق المحررة دون حدوث أدنى اشتباك بين الطرفين»، وأضاف «الوضع العسكري حرج للغاية، وتطويق حلب أصبح واقعا». وعزا تراجع مقاتلي المعارضة في عدد من المناطق إلى عدم جدية المجتمع الدولي ومنظومة أصدقاء سوريا والتخاذل في دعم الثورة على الصعيد العملي»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة حتى الآن، ما زالت تمنع وصول الأسلحة المتطورة للجيش الحر من أجل التصدي لإرهاب الأسد والتنظيمات المتطرفة التي شرعت بالتنسيق معه بالتمدد داخل المدن المتمردة على استبداد النظام.