أعلنت السعودية فجر اليوم السبت استدعاء سفيرها في برلين للتشاور، على خلفية تصريحات وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل الذي انتقد تصرفات المملكة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وقالت الرياض إنها قررت تسليم سفير ألمانيا لدى المملكة مذكرة احتجاج على هذه التصريحات التي وصفها مصدر مسؤول في الخارجية السعودية "بالمشينة وغير المبررة".
وأضاف المصدر أن المملكة تعتبر أن مثل هذه التصريحات -التي سماها بالعشوائية والمبنية على معلومات مغلوطة- لا تدعم الاستقرار في المنطقة.
وكان وزير الخارجية الألماني قد انتقد التصرفات السعودية مع الحريري ووصفها بغير المعتادة. وقال إن أوروبا ترى أن "روح المغامرة التي تتسع في السعودية منذ أشهر لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها".
وكان الوزير الألماني يشير إلى اتهامات للسعودية بأنها أجبرت الحريري على تقديم استقالته واحتجزته مدة أسبوعين تقريبا، وبأنها تسعى لحرب في لبنان بذريعة التصدي لحزب الله.
بدورها ركزت الصحف الألمانية على الأزمة اللبنانية ودور محمد بن سلمان في أزمات اليمن وقطر ولبنان، بالإضافة لذلك تم التركيز على مأساة اليمن ومعاناة المدنيين، والأسلحة الألمانية التي تصدر هناك.ورأت صحيفة "تاغس تسايتونغ" الصادرة في برلين خطر أن "يفجر" ولي العهد السعودي بسياسته الخارجية المنطقة، وكتبت: "هو الذي فجر كوزير دفاع شاب الحرب في اليمن، وهذا التحرك المسلح ما زال مستمرا منذ أكثر من سنتين، وتسبب في أزمة إنسانية ولم يصب هدفه. الواقع يبين أن الحوثين المتحالفين مع إيران ما يزالون في السلطة في صنعاء المجاورة وأطلقوا حديثا بشكل استفزازي صاروخا باتجاه السعوديين ـ وهذا محرج لمحمد بن سلمان".
ولم يكن الوضع أفضل في عزلة البلد الخليجي الصغير قطر التي يتهمها إبن سلمان بربط علاقة ودية مع طهران. وفجأة تم قطع العلاقات وإغلاق الحدود، وحتى الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي كانت مجبرة على فعل الشيء نفسه. وماذا كانت النتيجة؟ لا شيء.
وبينت أن قطر لم ترضخ، ونفس التفكير ينطبق أيضا على التدخل الأخير في لبنان المضطرب. فالكثير من المراقبين يعتبرون أن الرياض استدعت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لإجباره على الاستقالة وإطلاق اتهامات قوية تجاه "حزب الله". والآن ما الذي سيحصل؟ "حزب الله" يملك أسلحة ولا يمكن التغلب عليه عمليا في لبنان" بحسب الصحيفة.