تساءلت وكالة أنباء “بلومبيرغ” عن الأشياء التي يمكن أن تفعلها السعودية ضد “حزب الله” اللبناني، مؤكدة أنه حتى في حال قررت المملكة العمل مع إسرائيل وأمريكا لعزله؛ فإنها لن تفعل أكثر من التسبب في “إزعاج بسيط” للمقاتلين، الذين امتدت مخالبهم من لبنان إلى رقعة جغرافية شملت العراق وسوريا واليمن.
وتقول الوكالة إن السعودية “أجبرت” رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، على تقديم استقالته من الرياض في الرابع من نوفمبر، حين قال في خطاب ألقاه من خلال الإعلام السعودي، إنه يخشى على حياته، واعتبرتها “خطوة زادت من حدة التوتر والتصعيد بين إيران والسعودية”.
يقول دينيس سوليفان، المدير المشارك لمركز الشرق الأوسط، بجامعة نورث ويسترن في بوسطن: “لقد فات الأوان لمواجهة حزب الله، على الأقل لن يكون ذلك ممكناً بالضربة الواحدة، حزب الله اليوم موجود خارج لبنان، إنه في كل مكانٍ الآن”.
“الدراما” التي رافقت إعلان الحريري استقالته لم تنتهِ بعدُ رغم تأكيداته أنه سيعود قريباً، وأنه قد يتراجع عن استقالته إذا توقف عن حزب الله ودول أخرى عن التدخل في عمل الحكومة.
من جهتها، تواصل السعودية انتهاج سياسة خارجية أكثر قوة تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يحاول تغيير البلاد والاعتماد على مصادر أخرى غير النفط، كما أنه يخوض حرباً في اليمن منذ عامين وأيضاً يفرض حصاراً على جارته قطر منذ خمسة أشهر.
ويرى سامي نادر، رئيس معهد الشؤون الاستراتيجية في بيروت، أن استراتيجية السعودية ضد “حزب الله” سمحت لنصر الله، زعيم “حزب الله”، بأن يصور الأزمة على أنها ضربة للقانون الدولي، في إشارة الى إجبار الحريري على تقديم استقالته من الرياض.
وتابع: “إن حزب الله جزء من الحكومة اللبنانية ويحتاج إلى غطاء سياسي كان قد قدمه له الحريري عندما شكّل الحكومة، الآن باستقالته رفع عنه الغطاء؛ ومن ثم بات الجميع في لبنان مكشوفاً، وخاصة حزب الله”.
قبل أيام من استقالة الحريري، قال ثامر السبهان وزير الشؤون الخليجية بالسعودية، في تغريدة له على “تويتر”، إنه فوجئ بصمت الحكومة اللبنانية والشعب على الحرب التي يشنها الحزب على بلاده، في إشارة إلى الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون من اليمن على الرياض.
سانام فاكيل، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط بكلية الدراسات المتقدمة في جامعة هوبكنز، يقول إن الاستراتيجية السعودية في لبنان هي “إحداث صدمة وألم داخلي، اقتصادي ودبلوماسي وسياسي وتهميش حزب الله ووقف الدعم عنه، تماماً كما حصل عقب اغتيال الحريري في عام 2005، وخرج اللبنانيون في احتجاجات كبيرة أدت إلى خروج القوات السورية، هذا هو الأمل الآن، إنه يبحثون عن زخم وضغط مماثل”.
من ناحية قدرة السعودية على الإضرار بـ”حزب الله” في لبنان أو بإيران، فإن قدرتها “تبقى محدودة”، بحسب بلال صعب، زميل معهد الشرق الأوسط في واشنطن، الذي أكد أن “أزمة الحريري لم تكن سوى صداع مؤقت في رأس حزب الله”.
في حين يرى بشارة أبو ريجيلي، المتخصص بتكنولوجيا المعلومات، أن السنّة والمسيحيين والدروز سيكونون الأكثر تضرراً من أي تدابير مباشرة، قد تتخذها السعودية ضد لبنان، موضحاً أن “حزب الله يحصل على حقائب ماليةٍ مباشرةً من إيران؛ لذلك لن يتأثر”.