قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن خططاً جديدة للسعودية تتعلّق بتحديث مكة المكرمة؛ من خلال بناء سقف قابل للسحب فوق الكعبة، قوبلت بغضبٍ كبيرٍ؛ لكونها "ستؤدي إلى تدمير الطابع التاريخي لأقدس بقاع المسلمين".
وكان مقطع فيديو متداول نشرته الصحيفة البريطانية نقلاً عن مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي ومقرّها لندن، يظهر نموذجاً قياسياً يتم عرضه حالياً عن مكة، دون أن يصدر أي إعلان رسمي من محافظة مكة المكرمة أو من السلطات السعودية.
ويهدف مشروع "المظلّة" إلى حماية الحجاج من الشمس الصحراوية الحارقة عند زيارة الكعبة.
وتنقل الصحيفة البريطانية، عن اللواء محمد الأحمدي، قائد قوات الأمن في المسجد الحرام، قوله إن وسائل الإعلام السعودي نشرت تفاصيل هذا البناء، وأضاف: "لقد سافر المسلمون منذ قرون إلى الكعبة لأداء الحج والعمرة ولم يشتكوا من الشمس".
في حين قال عرفان العلوي، مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي، إنه لا يفهم لماذا سيدمّر طابع الكعبة بهذا الشكل "وكل تراثنا كان من هذا القبيل، لا ينبغي أن تُغطّى الكعبة من فوق".
ويتابع العلوي: "هناك أشياء كثيرة يمكن للسلطات في السعودية أن تفعلها لحماية الناس غير هذا السقف، أقرب مستشفى كبير يبعد أكثر من خمسة أميال عن مكة المكرمة، لماذا لا يتم بناء مستشفى قرب مكة؟ إن سجلّ السعوديين في رعاية المواقع التاريخية سيئ للغاية، إنهم يعتقدون أنهم يبتكرون في مكة، ولكن في الحقيقة إنهم يقومون بتدمير الكثير".
ولم تستجب السلطات السعودية لطلب الصحيفة البريطانية للتعليق على هذه الأنباء المتعلقة بإنشاء مظلة فوق الكعبة.
ومن غير المعتاد أن تلجأ السعودية إلى بناء مشاريع كبرى من هذا النوع دون الاستشارة العامة أو الإعلان المسبق عنها.
وكانت البنية التحتية والتجديدات التي بدأت منذ العام 2011، في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، قد أسهمت في زيادة عدد الحجاج والمعتمرين، حيث من المؤمّل بعد الانتهاء من تلك التحديثات أن يزيد عدد الطوابق المحيطة بالمسجد الحرام إلى 6 طوابق للصلاة، وأيضاً إضافة 21 ألف مرحاض و860 مصعداً، منها 24 مصعداً إضافياً للمعاقين، في حين ما تزال عملية إنشاء سكة حديد سريعة غير مكتملة بعد.
المنتقدون لتلك التوسعات، "التي تأتي على حساب الطابع التاريخي للمدينة المقدسة"، يقولون بما أن مكة والمدينة لا تخضعان لحماية "اليونسكو" باعتبارها من مواقع التراث العالمية، فإن الرياض ستبقى حرة في القيام بأعمال التحديث حتى لو لم تكن مطابقة للمعايير الدولية.
وشكّلت التحديثات التي جرت في مكة سبباً لغضب العديد من المؤرّخين في جميع أنحاء العالم، ممن يرون أن تلك الأعمال الجارية من توسّعات أدت إلى زيادة الفنادق الفخمة ومراكز التسوّق قد جاء على حساب الأحياء التاريخية، بحسب ما تشير الصحيفة البريطانية.
وبحسب معهد الخليج، ومقره الولايات المتحدة الأمريكية، الذي أصدر دراسة عن مكة في العام 2012، فإن نحو 95% من المباني التي كان يبلغ عمرها نحو 1000 سنة في مكة قد دُمّرت خلال السنوات العشرين الماضي.