بدأ جيش الحرب "الإسرائيلي" حشد قوات برية باتجاه الحدود مع قطاع غزة، في خطوة تنذر بحرب وشيكة على القطاع وسط تهديدات متوالية من قادة الكيان، وشنت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" فجر الجمعة، غارة واحدة على الأقل، وكانت قد شنت قبلها عدة غارات أسفرت عن إصابة 10 فلسطينيين بجروح.
من جهتها، ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ صوب المستوطنات "الإسرائيلية" المحاذية للقطاع، في وقت مازالت التوترات مستمرة في مدينة القدس بعد خطف الفتى محمد أبو خضير وحرقه والتنكيل بجثته من قبل مستوطنين متطرفين، تلتها مواجهات أصيب خلالها 250 فلسطينياً وسط تجدد الاشتباكات حتى ساعات متأخرة من فجر اليوم الجمعة، فيما عم الإضراب المدينة المقدسة وسط ادانات عربية ودولية واسعة ضد الجريمة البشعة، ونشرت تقارير حول احتمالية توجه الفلسطينيين نحو انتفاضة ثالثة تحمل شعار "رحيل المستوطنين".
وكثف جيش الحرب "الإسرائيلي" تعزيز قواته على طول الحدود مع قطاع غزة، ووصلت وحدات تضم قوات من سلاح المدرعات، لتنضم إلى التعزيزات التي استقدمتها "إسرائيل" على مدى ثلاثة أيام لترابط على الجبهة مع القطاع بانتظار تعليمات المستوى السياسي والقيادة العسكرية "الإسرائيلية".
وفتحت جريمة قتل الفتى أبو خضير، الباب واسعا أمام الخيارات السياسية الفلسطينية في الضغط من اجل المطالبة بإخلاء المستوطنات وإنهاء وجود قرابة 600 ألف مستوطن في الضفة.
ومع التصعيد الخطر الذي أقدمت مجموعات استيطانية متشددة من خلال تكرار محاولات الخطف والقتل بحق الفلسطينيين، فإن الأوضاع على الأرض تتجه نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة عنوانها "رحيل المستوطنين"، الذين يمثلون في حقيقة الأمر جيشاً عسكرياً بالزي المدني يمارسون كل أشكال السلب والنهب والمصادرة لممتلكات الفلسطينيين، وكان آخرها محاولة خطف عمار إبراهيم أبو عصبة (46 عاماً) في القدس .
وتوالت ردود الفعل المنددة بجريمة اغتيال الفتى، وشددت الدول الأعضاء في مجلس الأمن على ضرورة تقديم الجناة إلى العدالة، ودان الاتحاد الأوروبي وايطاليا واليابان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حادثة القتل .
وفي ظل التوتر الذي تشهده القدس، قررت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" فرض قيود أمنية مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، ومنع سكان مدينة الخليل وضواحيها من الدخول إليها، في حين اعتقل الاحتلال 8 فلسطينيين في نابلس.