"ماذا ستفعل السعودية بالآلة الحربية الضخمة التي تبنيها؟"، تحت هذا العنوان، وفي مارس الماضي، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تحليلا معمقا ومطولا حول الترسانة العسكرية السعودية وأين سوف تستخدمها، للمحامي الأمريكي"رايان ريدج". موقع "ساسة بوست" نشر ترجمة كاملة للتحليل بتاريخ (18|3). اليوم، ومع تفجر الأزمة الخليجية، يعيد "الإمارات 71" عرض ما ورد في التحليل، لعله يقدم شروحا وتفسيرات لبعض ما يجري.
كيف يزيد النظام السياسي السعودي من احتمالية قيام حرب في الشرق الأوسط؟
وتحت هذه الفقرة من التحليل، قال "ريدج": لرفع مستوى معيشة مواطنيها، تواجه الدول اختيار ما بين النمو داخليًا من خلال إنتاج بضائع وخدمات جديدة، أو أن تنمو خارجيًا من خلال غزو بلاد أو مناطق أخرى.
ولعل المعضلة الأكبر من تمجيد المؤسسة الدينية السعودية للعنف هو الطبيعة الدينية الثيوقراطية للحكومة السعودية، والتي تجعل النمو الاقتصادي يكاد يكون مستحيلًا بدون التوسع الخارجي العنيف، يقول الكاتب.
القيود الدينية داخل السعودية تجعل التنوع ونمو الاقتصاد غير النفطي شبه مستحيل في المملكة. ونوقش في مقال نشر على فورين بوليسي بعنوان «لماذا يرجح أن السعوديون يستعدون لحرب حقيقية»، بسبب استهلاك المملكة العربية السعودية المتزايد من الطاقة، فضلًا عن انخفاض مطرد في الأهمية النسبية للنفط في الاقتصاد العالمي، فإنه من غير المحتمل أن ينقلب منحنى الاقتصاد إلى نمو متصاعد في المدى القريب.
ونتيجة لذلك، ربما يكون بعض المتشددين داخل المؤسسة السياسية في المملكة العربية السعودية قرروا تنمية اقتصادهم خارجيًا وليس داخليًا، من خلال الغزو والتوسع العنيف. ووفقا لذلك، وقد خصصت المملكة العربية السعودية 13% من الناتج المحلي الإجمالي لتمويل جيشها لمدة ست سنوات، وأصبحت أكبر مشتر للسلاح في العالم.
الدول التي تواجه أكبر المخاطر بسبب التوسع العسكري السعودي
بحسب الكاتب، فقد قال إن الدول المرشحة للتوسع العسكري السعودي هي اليمن والعراق وقطر. وبعد أن استبعد الكاتب أن يوفر التوسع في اليمن للسعودية العوائد الاقتصادية المرجوة، استبعد أيضا ذلك عن العراق خشية رد فعل المليشيات الشيعية وإيران.
لذلك، وبحسب الكاتب، ليس أمام السعودية للتوسع وتحقيق نمو اقتصادي، إلا قطر!
وحرفيا، يقول:" بغض النظر عن العراق واليمن، إذا ما ساءت الأحوال الاقتصادية السعودية بما فيه الكفاية، قد تهاجم حينها قطر. إذ تمتلك قطر ثلاثة أضعاف مخزون السعودية من الغاز الطبيعي، والأهم من ذلك، يتزايد الطلب على الغاز الطبيعي بشكل متسارع في أوروبا -إذ يحترق أنظف من النفط، فقد ارتفعت واردات الغاز الطبيعي بنسبة 17% عام 2015".
ويضيف: "بينما يُعتبر ذلك السيناريو هو الأقل احتمالًا بين السيناريوهات الثلاثة، إلا أن الهجوم على قطر لايزال محتملًا. إذ يُعد تنامي الغاز الطبيعي لدى كل من قطر وإيران، هو التهديد الأعظم لقوة السعودية الإقليمية حاليًا".
ويؤكد:"ففي حالة تطور العلاقات الإيرانية مع الغرب، واستمرار إحلال الغاز الطبيعي محل النفط، واستمرار تراجع اقتصاد المملكة العربية السعودية، قد تلجأ حينها السعودية إلى الهجوم على قطر كبديل أخير لوقف تقويض الغاز الطبيعي القطري للنفط السعودي".
ويتابع:" فمن خلال تعاملي على نطاق واسع مع أعضاء العائلة الملكية السعودية، يمكنني القول: إن بعض من في السلطة في السعودية مهتمين ولو قليلًا برفاهية منطقتهم، كما أن هناك البعض الآخر الذين لا يريدون أن يوصم الشرق الأوسط بالحكم الثيوقراطي والحروب".
ويختم: "إذا كان ترامب وغيره من القادة جادين حقًا في مقاومة «الإسلام الراديكالي»، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، فهم في حاجة إلى تشجيع الإصلاحيين الحقيقيين في المملكة، بدلًا عن الاعتماد على شباب العائلة المالكة السعودية".
رابط المقال باللغة الإنجليزية (http://www.newsweek.com/what-saudi-arabia-going-do-its-arms-buildup-569277).
رابط الترجمة (https://www.sasapost.com/translation/saudi-army-invading-neighboring-countries/).