أحدث الأخبار
  • 01:36 . وفد إماراتي يبحث في باريس تعزيز التعاون بمكافحة الجرائم المالية... المزيد
  • 01:35 . عودة الناحين إلى شمال غزة مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 01:34 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأمريكي العلاقات الاستراتيجية... المزيد
  • 01:33 . ترامب يصل واشنطن ويعد بتوقيع عدد قياسي من المراسيم بيومه الأول... المزيد
  • 12:04 . حظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة... المزيد
  • 12:04 . نتنياهو يتوعد بالعودة للقتال "إذا تطلب الأمر ذلك"... المزيد
  • 11:09 . برشلونة يواصل نزيف النقاط في الدوري الإسباني... المزيد
  • 11:07 . الحوثيون يعلنون مهاجمة حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"... المزيد
  • 10:21 . قاعدة إيرانية ضخمة "تحت الأرض" لتخزين الأسلحة البحرية... المزيد
  • 08:07 . مسجون بريطاني في دبي يتهمها بسوء معاملته... المزيد
  • 11:46 . الوصل يفوز على السد ويحرز لقب السوبر القطري الإماراتي... المزيد
  • 11:45 . سوريا الجديدة تتطلع لاستعادة مقعدها في الجامعة العربية... المزيد
  • 11:44 . مقتل وإصابة ثلاثة مستوطنين بعملية طعن في تل أبيب... المزيد
  • 08:46 . حماس توضح آلية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين... المزيد
  • 07:46 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن... المزيد
  • 07:44 . اغتيال قاضيين من المحكمة العليا في طهران... المزيد

أدونيس للشعب الإماراتي: المهم ماذا نقرأ..ولماذا نجرد بعضنا من هوياتنا!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 27-05-2017

التقت مراسلة صحيفة "الاتحاد" المحلية في تونس "ساسي جبيل" مع المثقف والمفكر العربي الكبير "أدونيس"، والذي خص حديثه ووجهه بكامله للشعب الإماراتي، مقدما عددا من الرسائل المهمةوالمثقلة بمعان تمس واقع الشعب الإماراتي اليوم.


وعقب "أدونيس" على عام القراءة، قائلا: "من حيث المبدأ، هذه فكرة مهمة جداً، وهي أفكار ليست غريبة عن الشعب الإماراتي، لكن ثمة سؤال يطرح هنا: ما الكتب التي ستقرأ؟ فمعظم ما في المكتبة العربية كتب لا تجوز قراءتها لأنها تعالج قضايا أصبحت خارج التاريخ، وعليه فلا بد أن نعرف جيداً ماذا نقرأ". 

فقد امتنع المفكر العربي عن تزكية أي مشروع أو مبادرة قبل أن يعرف كنه ومضمون ذلك المشروع، حتى لا يسوق أحد إشادته بها وإسقاطها على توجهات عامة وفضفاضة. وحتى الآن، فإن الكتب التي يتم الترويج لها بالقراءة في الدولة تبتعد كثيرا عما تتطلبه المرحلة الوطنية والسياسية والتاريخية التي ينبغي على الشعب الإماراتي الاطلاع عليها.

وأضاف "أدونيس" ناصحا الإماراتيين، قائلا: "الشعب الإماراتي عنده قدرة هائلة في كل شيء، وعليه مسؤولية مضاعفة وكبرى تنهض أساساً على ضرورة أن يبني كل فرد في الإمارات نفسه وأن لا ينظر إلى الآخرين، فالآخرون لا ينظرون إلينا، وهذا أعرفه عن كثب، فهم ينظرون إلينا بوصفنا أدوات نشتري ما ينتجونه، وبوصفنا مستهلكين ولسنا سوى واسطة لمزيد من الهيمنة علينا. الغرب الأوروبي والغرب الأميركي الذي أعرفه لا يحبنا، فهو يكرهنا في حقيقة الأمر ولكنه يستخدمنا، لأننا بالنسبة له ثروة هائلة على الصعيد الجغرافي، وفضاء استراتيجي مفتوح لا مثيل له ويصل بين الغرب والشرق، ولا مفرّ له في حربه المقبلة مع الصين من أن يمر عبر بلداننا"، على حد قوله.

ولكن مراقبين شددوا على تثمين هذه النصيحة، أشاروا إلى أن طبيعة اقتصاد الخدمات السائد في الدولة يقف عائقا أمام الشعب الإماراتي للنهوض بالفعل. واستدل المراقبون على أن الوزارات والحكومات المحلية والاتحادية والمسؤولين أخذوا يرددون منذ أكثر من عامين بعدم وجود وظائف للمواطن الإماراتي في القطاع الحكومي وعليه التوجه للقطاع الخاص، وهذا القطاع بدوره لا يقبل بتوظيف الإماراتيين. وقد برر وزير الموارد البشرية والتوطين صقر غباش مؤخرا رفض القطاع الخاص بتوظيف المواطنين، بزعم أن الخريج الإماراتي غير مؤهل لسوق العمل، و اللغة الانجليزية تقف عائقا أمامه.. ويؤكد خبراء الاقتصاد أن السبب الرئيس في هذه المشكلة المتفاقمة هو السياسات الاقتصادية والاجتماعية الرسمية والتي تقوم على اقتصاد خدمي بصورة كبيرة، حتى وهي تبتعد عن اقتصاد النفط لا تتجه إلا إلى اقتصاد الخدمات والذي يعتبر من أضعف أنواع الاقتصادات، وهو الأمر الذي أحدث الفجوة الخطيرة التي أشار لها المثقف العربي.

وألقى "أدونيس" قنبلة من العيار الثقيل جدا، وهو يتحدث لصحيفة "الاتحاد"، عندما قال: "أقرأ العلوم الاجتماعية وأعيد قراءة التاريخ العربي والتاريخ القديم السومري والبابلي والروماني واليوناني، لكي أعرف بأي عقل وصل العقل الروماني منذ ثلاثة آلاف سنة إلى أن يعطي الجنسية الرومانية لبلدان العالم التي يهيمن عليها، ونحن الآن نحاول أن نجرد بعضنا من هوياتنا!".

ويرى المراقبون أن المفكر العربي وضع يده على الجرح النازف في روح وجسد الشعب الإماراتي، على حد تعبيرهم، وهم يتحدثون عن قيام جهاز الأمن في الدولة بسحب جنسيات عشرات المواطنين الإماراتيين بدون أحكام قضائية وبدون جرائم وطنية أو سياسية أو ارتكاب أي فعل يبرر حرمان الإنسان من هويته. وقد بدأ الجهاز هذه العقوبة في أبريل 2012 ولا يزال يمارسها من حين لآخر، ضد مفكرين ومثقفين على درجة رفيعة من الثقافة والعلم تضاهي "أدونيس"، بشهادته هو نفسه.


فقد ختم "أدونيس" مقابلته بالقول: "أنصح الشباب أن يقرأ تاريخه. وأخص الشعب الإماراتي بالقول: أنت في موقع المسؤولية الأولى في الوطن العربي، فلا تنقصك الكفاءات في جميع الميادين، ولا الإمكانيات، ولا الطاقة المالية، ولا ينقصك القدرة على الحضور في العالم، وهذه المسؤولية يجب أن تكون حضاريّة بالمعنى الكامل للكلمة". 

ويرى ناشطون أن توصيفات أدونيس بحاجة لاعتراف رسمي من جهة السلطات في الدولة، وذلك بتكييف الدولة سياساتها الداخلية والخارجية ومواقفها بما يوافق تطلعات الشباب الإماراتي، لا أن تأخذ الجهات الرسمية الشباب الإماراتي إلى مواقف وسياسات "صدامية" مع الشعوب العربية، وفق ما يتهم به شعوب المنطقة من أن دولة الإمارات تقوم بدور يتجاوز حقوق الشعوب والشباب إلى تقوية أنظمة مستبدة في عدد من الدول العربية.

ويقول شباب مواطنون، لو أن سياسة الدولة الخارجية تتفق مع توجهات الشباب الإماراتي لكان اليوم للوطن العربي وجها آخر أكثر إشراقا وقوة وحصانة، نظرا لحجم الجهود والأدوار الكبيرة التي تبذلها أبوظبي ولن في سياقات أخرى، على حد تعبيرهم.