ألقى أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، محاضرة في «المنتدى الاقتصادي الجديد»، خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى العاصمة الإسبانية مدريد، في إطار عقد جولة للمشاورات السياسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا.
وأكد قرقاش، خلال محاضرته، جوانب عدة، أهمها العلاقات الثنائية المتينة التي تربط دولة الإمارات ومملكة إسبانيا التي وصفها بالمتميزة عقب اجتماعه مع إيدلفونسو كاسترو لوبيز، وزير الدولة الإسباني المكلف الشؤون الخارجية.
و تطرق قرقاش إلى الخطوط الرئيسة التي تنتهجها دولة الإمارات في سياستها الخارجية التي "تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي في مواجهة الأزمات والتحديات التي تشهدها المنطقة"، على حد تعبيره.
وتأتي تصريحات قرقاش في ذروة أزمة سياسية كبيرة بين أبوظبي والرياض من جهة والدوحة من جهة ثانية، افتعلتها دولة الإمارات وفق اتهامات ناشطين خليجيين، في محاولة لإعادة عدم الاستقرار والعبث بأمن المنطقة كما حصل في "ازمة السفراء" عام 2014، في حين تتحفظ الإمارات على السياسة الخارجية لقطر وتتهمها بأنها تدعم المقاومة الفلسطينية وجماعة الإخوان المسلمين.
وقد أوضحت قطر أنها لا تقيم علاقات مع الأحزاب وإنما مع الحكومات، في حين شدد مراقبون أن من حق أي دولة اتخاذ سياسات ومواقف يناسب مصالحها، كما تفعل كل دولة في العالم دون تدخل من الدول الأخرى في شؤونها، واعتبر المراقبون أن الأزمة الجديدة تعتبر تدخلا من بعض دول المنطقة في شأن قطري داخلي بحت يتعارض مع حق الدوحة السيادي في اتخاذ سياساتها ما دامت ملتزمة بعدم الإضرار بمصالح الدول الأخرى. ولطالما انتقدت أبوظبي والرياض دول أخرى في المنطقة جراء تدخلاتها في شؤون دول الخليج لتقوم أبوظبي بنفس السياسة على حد اتهامات ناشطين عربا، فيما تقول الأخيرة أنها تسعى لتوحيد الصف الخليجي في مواجهة الأزمات والتحديات كما عبر قرقاش ذاته!
وفي منتصف أبريل الماضي، قال موقع "إنترناشيونال بوليسي دايجست": و"لعل انتهاج الإمارات لسياسة أكثر تدخلا في الدول يعد خوفا من أن تصل موجة التغيير والاضطرابات في المنطقة إلى أراضيها، لذا فهي تعترف بأنه يجب عليها أن تظل في حالة تأهب واستعداد لمواجهة التهديدات التي ربما تصل أراضيها".