فشل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالحصول على موافقة مليشيا الحوثي على خريطة الطريق التي تنصّ على انسحابهم من ميناء الحديدة؛ كأساس لإبرام هدنة إنسانية في رمضان.
وغادر ولد الشيخ، الأربعاء، العاصمة صنعاء، دون إحراز تقدّم لحلحلة الأزمة اليمنية واستئناف مشاورات السلام المتعثّرة منذ أواخر العام الماضي.
ونقلت وكالة الأناضول، عن مصادر أممية وصفتها بالمقرّبة من المبعوث الأممي، أن "ولد الشيخ غادر دون الحصول على موافقة الحوثيين على خريطة الطريق التي حملها إلى صنعاء؛ وتنصّ على انسحاب الجماعة من ميناء الحديدة، غربي البلاد، كأساس لإبرام هدنة إنسانية في شهر رمضان، ثم استئناف مشاورات السلام".
وقالت المصادر: إن "موقف الحوثيين وحزب المخلوع علي عبد الله صالح، كان متعنّتاً بشأن الانسحاب من ميناء الحديدة، واشترطوا قبل ذلك معالجة مسألة رواتب موظفي الدولة المتوقّفة منذ 8 أشهر؛ من خلال تحييد البنك المركزي، ورفع الحظر الجوي الذي يفرضه التحالف العربي على مطار صنعاء الدولي، كأساس للتفاوض".
وغادر ولد الشيخ دون أن يدلي بأي حديث للصحفيين في مطار صنعاء الدولي.
وخلال الزيارة التي بدأها الاثنين الماضي، رفض الوفد التفاوضي للحوثيين وصالح اللقاء بولد الشيخ، وتم تكليف رئيس الحكومة غير المعترف بها دولياً، عبد العزيز بن حبتور، للقاء به، والتفاهم على الأفكار التي يحملها.
وذكرت وكالة سبأ التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن بن حبتور قال إن حكومته "ستتعامل مع المقترحات المطروحة لتحييد عمل البنك المركزي"، دون التطرّق إلى المقترحات الأخرى الخاصة بميناء الحديدة والانسحاب منه.
ووفقاً للخطة الأممية، يرتبط انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة وتسليمه للأمم المتحدة برفع الحظر الجوي المفروض من التحالف على مطار صنعاء منذ 9 أغسطس/آب من العام الماضي.
ويشترط الحوثيون في المقام الأول أن تقوم الأمم المتحدة بـ "رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي"، و"معالجة قضية الرواتب".
وعقب هجوم واسع من قبل قيادات حوثية، واتهامه بـ "عدم الحياد"، تعرّض ولد الشيخ، خلال الزيارة، لاعتداء من قبل متجمهرين أثناء وصوله إلى صنعاء، حيث تم رشق موكبه بعلب المياه المعدنية، وإطلاق النار على سيارته وسيارة مرافقيه، وفقاً لمصدر أممي.
ورغم نفي الحوثيين لذلك، وإعلانهم أن إطلاق النار "كان في الهواء" من أجل تفريق المتظاهرين، فإن الأمم المتحدة أكّدت، مساء أمس، تعرّض مبعوثها لاعتداء في صنعاء.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي: "بحسب ما فهمت أنه تم رشق الموكب بالبيض وأشياء أخرى، كما تم إطلاق أعيرة نارية باتجاه السيارة التي كانت تقلّ ولد الشيخ"، بحسب "الخليج أونلاين".