قيام دولة فلسطينية لن يكون ممكناً من دون غزة، كما أنه من غير الممكن الحديث عن إقامة دولة في غزة"، تصريح أطلقه الشيخ تميم أمير دولة قطر،، خلال القمة العربية التي عقدت في الأردن، الأربعاء (29|3)، ليس فقط ليعبر عن تضامنه مع الفلسطينيين، وإنما ليميط اللثام عمّا يحاك في الغرف المغلقة أو تحت الطاولات السياسية من مؤامرات ضد فلسطين وقضيتها.
الجملة الصغيرة التي أطلقها أمير قطر، أمام قادة الدول العربية، "دقّت ناقوس الخطر، قبل تقسيم المقسم في فلسطين"، من خلال لقاءات سريَّة تجري بين دول عربية يشارك فيها الرئيس الفلسطيني وتتعلق بمعالجة القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الحديث عن مبادرة سياسية جديدة ستقدم قريباً، بحسب الموقع الإخباري "الخليج أونلاين".
وخلال كلمته في القمة العربية، قال الشيخ تميم: "إن المرحلة الخطرة التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة تتطلب الكثير من الواقعية والصراحة"، مؤكداً أن "جمود عملية السلام يعود للتعنت الإسرائيلي وسياسات الاستيطان، وأن قيام دولة فلسطينية لن يكون ممكناً من دون غزة، كما أنه من غير الممكن الحديث عن إقامة دولة في غزة".
وطالب أمير قطر بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاك المستمر ضد الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، وحملها على الدخول في مفاوضات جادة ترتكز على أسس واضحة وجدول زمني محدد".
أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة قطر، الدكتور محجوب الزويري، أكد أن "كلام أمير قطر يعكس قلق الدوحة من السيناريوهات التي كانت تدور في الفترة الماضية من صراعات جناحي فتح (عباس ودحلان) من جهة، وشكل العلاقة بين السلطة الفلسطينية ومصر من جهة، والعلاقة بين السلطة والإدارة الأمريكية الجديدة من جهة أخرى، وما أشيع عن احتمال وجود تسوية على حساب غزة وسيناء".
وأضاف الزويري، أن حديث الشيخ تميم بن حمد عن أنه "لا سلطة بدون سيادة، هو دفع لأوهام البعض الذين يظنون أن غزة تريد قيام دولة مستقلة".
وأكد أن قرع أمير قطر لجرس الإنذار فيما يخص مشاريع التسوية المرتقبة في فلسطين، سوف ينعكس على كامل المنطقة، ويفضي إلى تغيير ديمغرافي لمنطقة المشرق العربي الغارقة في ملفات ملتهبة.
تصريحات أمير قطر جاءت في ظل أحاديث كثيرة ولقاءات سرية تجري نحو إقامة دولة فلسطينية من دون غزة، أو إقامة دولة فلسطينية في غزة، الأمر الذي ترفضه وبشكل قاطع حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع منذ 2007، والتي أكدت مراراً وتكراراً تمسكها بدولة فلسطينية كاملة لكل الوطن ووحدة أرضه.
وتأكيداً لوجود تحركات بهذا الصدد، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، خلال كلمته في قمة البحر الميت، إن: "هناك مؤشرات بوجود تحرك دولي تجاه حل القضية الفلسطينية".
كما أن قمة ثلاثية عقدت بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال القمة العربية؛ لتنسيق المواقف وتوحيد الجهود والاتفاق على الخطوات المزمع اتخاذها في المرحلة القادمة.
القادة الثلاثة، ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، بحثوا "المساعي والتحركات الدولية والإقليمية الهادفة لإحياء عملية السلام، وصولاً إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأعلن في الساعات الأخيرة عن قمة بين ترامب والعاهل الأردني في (5|4) بعد قمة بين قائد الانقلاب وترامب في (3|4) ثم اجتماع بين الأخير ومحمود عباس في واشنطن.