لفت قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الأنظار مرتين في افتتاح القمة العربية في البحر الميت، حيث أثار لغطا كبيرا بعد انسحابه مع كامل الوفد المصري في اللحظة التي تسلم فيها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الكلام، وقبل ذلك أخفق السيسي في تنسيق التصنيفات في خطابه، حيث اعتبر في الفقرة الأخيرة من خطابه قضية فلسطين هي الأولى.
تحدث السيسي بإسهاب عن كل القضايا والملفات العربية، لكنه عندما قرر التحدث عن قضية مصر الأولى ـ كما قال ـ ذكرها في خاتمة خطابه، خلافا لأمير قطر الذي افتتح حديثه بالقضية الفلسطينية، بحسب صحيفة "القدس العربي".
قبل ذلك كان يمكن للوفد المصري المرافق للسيسي أن يغطي انسحابه من الاجتماع معتذرا بلقاء حصل بالتزامن مع الملك سلمان بن عبد العزيز، لو أن مقعد مصر لم يصبح فارغا، بمعنى تكليف رئيس الوزراء أو غيره بالجلوس بدلا من الرئيس، خلال الاجتماع النافذ. وهي قرينة رأى خبراء أنها تؤشر على تقصد السيسي الانسحاب في اللحظة التي تحدثت فيها أمير قطر، وهو التصرف الذي رأى فيه ناشطون عربا "هروبا" من جانب السيسي أمام الأمير الخليجي.
أعضاء في الوفد المصري برروا ما حصل للمضيفين الأردنيين بأن الرئيس المصري لم يكن يريد الإصغاء لدولة قطر وهي تمتدح الإخوان المسلمين أو «تدافع عنهم»، كي لا تضطر القاهرة للرد وإحراج الجميع داخل القاعة التي يترأسها ملك الأردن عبد الله الثاني.
طبعا الرد المصري لم يقنع الأردنيين الذين اندفعوا لـ «معاتبة» السيسي، ليس على تركه لمقعده فيما يتحدث الأمير تميم بعده مباشرة، ولكن لأن جميع أعضاء الوفد المصري انسحبوا وتركوا مقعد مصر فارغا، وهي القرينة البروتوكولية على تقصد الجانب المصري الانسحاب حصريا ومباشرة بعدما استلمت قطر الميكروفون، حيث كان الملك سلمان قد غادر قبل نحو 20 دقيقة من مغادرة السيسي، وكان أول المغادرين للقمة بعدما كان أول الحاضرين.
الاستعراض المصري بدا واضح المعاني ولم يقنع الأردنيين المنشغلين بانتهاء القمة بالحد الأدنى من التجاذبات، ومن دون التعرض للخلافات الأساسية التي سبق أن برزت قبل الاجتماع التحضيري القصير.
رغم ذلك تتابع "القدس العربي"، يمكن بوضوح تلمس أن "القمة العربية لم تنته بمصالحة بين مصر وقطر التي كان أميرها النجم الأبرز في الخطابات بكلمة قوية دافعت ضمنيا عن جماعة الإخوان المسلمين، وطالبت بالتفريق ما بين تيارات الإسلام السياسي ومجموعات الإرهاب المسلح".